خواطر كاتبة

العلم والعلماء من أعظم خلق الله، فولاهما لضاعت البشرية واندثرت منذ سنين

Spread the love

 حياة الإنسان علمية و عملية، و كي ينال طالب العلم فيها الفضل، وجب عليه أن يكون صادقا مثابرا في تعلمه…كلمة بسيطة في مبناها ، عميقة في معناها …

                                          

حياة الإنسان علمية و عملية، و كي ينال طالب العلم فيها الفضل، وجب عليه أن يكون صادقا مثابرا في تعلمه…كلمة بسيطة في مبناها ، عميقة في معناها …

قد نتصور أن هذه الكلمة بعيدة عنا ، و أن معناها معقد و صعب…و لكننا إذا فحصنا ما يدور في أذهاننا ، و تأملنا ما يجري في محيطنا تبين  لنا أن العلم قريب جدا منا…، و أن معناه ليس بالغريب عنا ، لو اطلعنا بعمق في كتب تاريخ العلم و وقفنا على سيرة العالم لوجدنا أنه انطلق في بناء حياته على أساس العلم و المعرفة . فهو النور الذي يخرج الناس من الظلمات… هو الوسيلة لبناء المجتمعات و الارتقاء بها ، لأنه أصل كل شيء ، حيث يساعد الإنسان على إيقاظه من غفلته…و تحرير عقله من كل خرافة و التي لا فائدة منها . كما يؤدي إلى تطور الشعوب و رخائها فهو أساس سعادة الفرد و رفاهية المجتمع و ارتقاء الأمم ، و البشر جميعا .

الخيال…نغمة من نغمات العقل والروح، ونعمة أصبغها الله علينا

العلم وامجاد الأمم

فبكونه الذي يعيد امجاد الأمة ، و ذريتها ، و أراضيها و عزتها ، و كما هو الكنز الوحيد الذي يبني رجلا كل معنى الكلمة ، حيث به يمكن تغيير واقعه من الظلم إلى العدل ، و إعادة النصر و الحياة،  تمييز الخطأ من الصواب و الفضل كله بالطبع راجع إليه ، فما نشاهده اليوم من المصنوعات و المخترعات الحديثة ، من سفن فضاء ، و صواريخ عابرة للقارات ، و طائرات أسرع من الصوت ، منها دون قائد وقمر صناعي ، و عقل إلكتروني ، التي خدمت و لازالت تخدم الإنسان المعاصر ، كل ذلك دليل ظاهر ، و برهان ساطع يشير إلى منزلة العلم و أثره على البشرية . رغم أن فوائده و أهميته لا تنحصر فقط على أمور الفرد الحياتية و في صناعة التقدم للأمم ، إنما للعلم فوائد عديدة حتى في الإسلام و أحسن ما ننتقيه هو قوله تعالى : ( و قل ربي زدني علما ) .

ومنه نستنتج أن الله جل جلاله قد فضله على كل شيء و لم يقل زدني مالا أو ميراثا أو حتى عمرا ، بل العلم ، العلم الذي يبني و يرفع بيوتا لا عماد لها ، و من بين الآيات نزولا أيضا على رسولنا الكريم من قوله تعالى : (اقرأ باسم ربك الذي خلق ـ1ـ خلق الإنسان من علق ـ2ـ اقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم -3- علم الإنسان ما لم يعلم )

العلم والعلماء

ما تحويه هذه الآيات من دليل واضح على فضل العلم ، و علو منزلته ، و أثره العظيم و مدى أهميته ، ومن مقدمات هذا الدليل أن هذه الآيات هي أولى آيات القرآن الكريم نزولا على نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – بل إنها جاءت في أول سورة نزلت على قلبه و بدأت هذه الآيات لفظة (اقرأ )الذي هو أحد وسائل إدراك العلم و الحصول عليه ، و لهذا يعد نعمة من نعم الله التي أنعم بها عباده ، ففيه الخير و الهداية ، الرفعة و البركة خاصة على البشرية .

لقد جعل الله سبحانه وتعالى ، حياة كل فرد و إنسان أكثر و أكثر سهولة يوما بعد يوم….و الفضل بالطبع راجع للعلم ، لكن دون نسيان علمائنا الذين يسعون لتوفير الراحة لنا و الذين منحهم الخالق مكانة مرموقة و رفع قدرهم في الدارين (الدنيا و الآخرة) ، و قد منحهم هذه العظامة حتى في كتابه الكريم ، و من الآيات التي كرم الله علماءه عن غيرهم ، في قوله تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ) ، فهم ورثة الأنبياء بالحق.

الإنسان والعلم

فمن لا شيء إلى كل شيء…و من السير على الأقدام … إلى وسائل النقل بمختلفها بحرا . جوا . و برا. و يعود هذا كله إلى العلم ، العلم الذي يربطك بالخيال دون نسيان الواقع ، الذي يسير خلفه الكثير و الكثير من أجل تحقيق الأحلام و الوصول إلى الطموح ، الذي إذا فعلت شيئا لأجله ، جر باسمك العالم أعواما وأعوام ، و الذي غبر به ، غبر باسمه في القبر، تحت التراب و هو حي ، العلم الذي ينقذ حياة الملايين من الأمراض و الذي يربط البشر بكومبيوتراته وحواسيبه ، ليسترجع علاقة الأخوة التي فقدناها منذ زمن بعيد ، منذ أبينا آدم وأمنا حواء .

الطفولة…محطة وقف الجميع عندها، مشاعر وحنين وذكريات البراءة…

العلم حول الكون إلى قرية صغيرة بين ليلة و ضحاها….قد صدق من قال يصدأ الحديد إذا لم يستخدم… ويركد الماءإذا لم يحرك… و كذلك يحدث مع العقل إذا لم يفكر…هذا ما حصل لفكرنا… يوما فقلبنا الكون رأسا على عقب…و حولناه إلى خيالنا الوهمي…نعم فلا نور إلا بالعلم و لا مستقبل إلا بالعلم.

بل يمكن القول أن كل شيء في هذه الحياة مرتبط بالعلم ، ففي رأيكم هل كنا لنسكن بيوتا كهذه أو لنتمتع بهذه الوسائل و نشاهد هذه مثل هذه المباني لولا العلم ، و هل كنا أيضا لنزور بلدانا و قارات أخرى و إذا أردتم رأيي فأنا لا أظن أن هذا ممكن لذا فنحن حقا مدينون لعلمائنا و إلى العلم بذاته، فلولاك ما كنا على ما عليه اليوم. وما كنا لنصل لما عليه اليوم أيضا… بالفعل قد قام بتغيير حياتنا…و لم يكن لنا كحاجز بل كان كمعين .   

ولذا يبقى العلم أكثر شيء نميل إليه بتسهيله لحياتنا و المضي في تحقيق أحلامنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى