
منظر الصباح في هذا اليوم الجديد…السماء باسمة صافية، تبعث فيك الطمأنينة من أول نظرة …الأشجار الجميلة، المتربعة على حلة خضراء

الروتين اليومي، قد يكون في غاية الملل في بعض المواقف، لكن جمال الصباح، دائما ما ينال المقام الأعلى في القلب، رغم تكراره يوميا.
نهضت صباحا باكرا ، بسبب كابوس مزعج ، واقفة على شرفة الغرفة لاستنشاق الهواء و إنقاص الفزع ، فتحت النافذة فإذا بنسيم داخل دون استئذان مداعبا أظافر الشعر ، فاستنشقت نسيما، طاب منتشقا يزيد في الروح لم يمرر على قذر ، و إذا بالشمس تشرق من مشرقها ، وكأنها عروس تجلت بعد صبر على ظلمة الليل …
و وحدة السهر ، مرسلة خصالاتها الذهبية معلنة عيد ميلاد يوم جديد…
السماء باسمة صافية ، تبعث فيك الطمأنينة من أول نظرة .
الأشجار الجميلة، المتربعة على حلة خضراء، تمتد إلى أعالي السماء، في شموخ وبهاء … و كأنها تتحد تلك الرياح التي تراقصها … وأغصانها تصفق تارة، مرحبة بهذا اليوم الجديد، و تعانق بعضها البعض، في رقة وحنان تارة أخرى…
يمر النسيم الفواح، و يداعبها بأظافره الخفية…
تسمعني من حفيف الأوراق ، والبلابل تنتقل بينها بأعذب معزوفة سمعتها.
و لا أظن أني قد أسمع مثلها يوما، أشهى من الناي و الوتر…

منظر الصباح في هذا اليوم الجديد…السماء باسمة صافية، تبعث فيك الطمأنينة …
استأنست بها أنسا عظيما … و تلك الأزهار المزينة بحبات اللؤلؤ و كأن ألوانها لا تكفيها جمالا. و نظرة صغيرة منها فقط سيعود كل شيء لسابق عهده، و تغدو النفوس بريئة، لا تحمل ضغينة ، ولا تبكي على الدنيا.
سيصبح شغلنا الشاغل، أن نعيد الحياة من جديد. كما بدأ هذا اليوم تماما…
و بالطبع ذلك البساط الأخضر الخاطف للقلوب، من بعيد . فجأة، إذ بأمي تناديني، فقد حل الصباح، حزنت لتركي قطعة مسلوبة من الجنة، لكنني مسرورة لرأتها .
لذا كل ما علينا قوله ما صدق الشاعر إيليا أبو ماضي في قوله :
روض إذا زرته كئيبا ، نفس عن قلبك الكروب
يعيد قلب الخلي مغرا ، و ينسى العاشق الحبيبا