
يا من سكن اليابسة من نفس بشرية. جئتكم اليوم بمن ذاق الحزن بأنواعه و السنة بفصل واحد و الفصول بأسابيعها. و الشتاء بأيامه…نعم إنها الشعوب المستعمرة، هذا ما اقصده.
لذا كل من لم يكن من مستوطني هذه البلدان اعلموا أنكم لم تعيشوا طعم الدراما ، و البأس و الأنين و حتى الوداع الحقيقي، و كل ما له علاقة بالحزن …. فإذا مر استعمار ما ، كأنه ليس استعمارا بل تيارا جارفا أو عاصفة عاتية تخيف الإنسان وتذهله.
إنها أحوال تذهل المفكر و العالم في حالة أفراده الحائرة، و التي تضل منها العقول ، لنجد أنفسنا أمام اضطراب فكري هائل …
و السبب هو الحسد و الرغبة في السيطرة . فهذا باطنه ذهب و ذلك فضة . و ذاك ألماس و زمرد… لكنك بترول، فلما الطمع و الرغبة في المزيد؟ أولم يقسم الله تعالىالثروات بالعدل ؟ فلم المزيد. و ليس الثروات فقط، بل حتى حياة و أرواح الأبرياء اصطحبتموها معكم. دون أن يكترث بحقوقهم ولا يتفكرون أنهم بأراضيهم، فأين لكم هذا الذكاء ؟ و في أي عضو منكم سالت أو تسيل الإنسانية و الضمير .
تلك العملة النادرة على حملها الناس غير قادرة به مستهترة ، فدولة الظلم ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة . فيا أخي في دنياك لا تظلم واعلم أن كل ظالم أثم وبإثمه ربه يرى و يعلم و من عقاب الرب لا تسلم ، فلا تقتحم بيت أحدهم حتى لا يقتحم بيتك.
عش حياة السلم و الأمان و دع إخوانك يفعلون كما فعلت ، ولا تدعهم غارقون في دمائهم و ظلمات حزنهم ، و إلا من سيكون صانع سلامنا لهذا اليوم .
قد مات نيلسون منديلا و هو حي في قلوبنا مكافحا عن سلم بلداننا ، لكن المستعمر الجاهل لا يسمع حتى و إن كلفك الأمر سنينا ، و أنت تشرح له كيف أن طعم الحياة السلمية و السالمة ، كالطعم غيمة بمذاق الكرز ، نعم . (الحرية ) و مساندة الشعوب المستعمرة .