خواطر كاتبة

أنواع البشر…بألوانهم وصفاتهم واختلاف دينهم، بخيرهم وشرهم…

Spread the love

أنواع البشر…بألوانهم وصفاتهم واختلاف دينهم، بخيرهم وشرهم…هذه الدنيا غريبة و في نفس الوقت عجيبة، والآن اكتملت و امتلأت العبوة بعد أن تغيرت عقول الناس وصارت لكل شخصية ألف قناع وقناع ما يظهر حقيقة وخبث القلوب، عن أحوال بني آدم نتحدث يا سادة …أنواع البشر…بألوانهم وصفاتهم واختلاف دينهم، بخيرهم وشرهم…

البشر مخلوقات أتت لدنيا للامتحان لكن جشعهم و طمعهم قتلت الضمير من دون شفقة و لا رحمة، و طردت الإنسانية دون أي مبالاة، و صار ما لا يهم مهم و ما هو مهم مهمل، و لا شيء أعلى من المصالح و الفوائد و الباقي كلها زوائد، أقرب الأعمال للقلب إسقاط مكانة الفرد، وأبعدها رسم ابتسامة على الوجه، نعم فلا وجود لقلب مثلج اليوم يرويك بإناء الفرح لغسل أحزانك و سقي أزهارك الجافة و الذابلة من همومها المثقلة ، أصبح ذلك مستحيلا و في الخيال بعيدا، فقد سرقت الباء من كلمة البشر و ما بقي إلا الشر فالباء جرت معها البراءة و صارت ذكرى لا تذكر .

فقد تبين أنه كما توجد في النباتات فصائل و في الحيوانات أنواع ، كذلك توجد في البشر أصناف ، لكن اختلفنا عن الفصائل الأخرى لأنهم لكل نوع شكله ، أما نحن فجميعنا على هيئة واحدة لكن باطننا مختلف ، فقد يكون  ثعلبا، أو ذئبا ، أو حتى ثعبان و بالطبع تتغير الأنواع كلما تغيرت الشخصيات ،  و للأسف هذا واقع لكن نرفض تقبله لأنه قاس.

التأقلم مع انواع البشر…

و مع ذلك كله نحاول التأقلم معه بطرقنا الخاصة والمختلفة في نفس الوقت، ولا ندري أننا نحاول التأقلم مع أنفسنا أو بطريقة أفضل مع قلوب أنواع الناس ، تلك القلوب السوداء الكارهة للخير، المترعرعة على الحسد و الطمع ، على البخل و الأنانية ، و على قلة الاحترام والتظاهر بالغباء في أمور جدية، و هذا كله من أجل الوصول إلى الهدف المنتظر، ولا تبقى أنت سوى وسيلة ساعدته للوصول، قد يهتم بأمورك فجأة  لكن احذر فوراء كل اهتمام مفاجئ مصلحة يا عزيزي ،فلا تقع في الفخ فهذا زمن المصالح.

فقد صدق الشاعر صلاح الدين عزيز رحمه الله حين قال :

لله صلى و صام لأمر كان يطلبه   

             حتى قضاه فلا صلى و لا صاما            

فقلت معلقا :

و لا تصدق من مال و لا نشب

                          و لا تعد بالمعروف أقواما       

إن المصالح في النفوس بنا غدت

                 أولى من الدين تقييما و إلزاما         

 

علاقات منفعة فقط…

صدقت فالناس اليوم ناس فوائد لا غير … فأي زمان هذا؟ الأسعار عالية و العقول خالية … السارق مدلل و البطل في قيوده مكبل … فأي نوع من المخلوقات نحن ؟ وفي أي عضو منا تسير الإنسانية والضمير ؟ أيعقل أننا صرنا أنواع بلا ثمن في هذه الحياة ؟ بشر بلا إحساس و لا مشاعر و لا ضمير و لا حتى أخلاق؟ بشر ما شاء الله ، و بشر سبحان الله ، و بشر أعوذ بالله ، و بشر منهم لله ، هذه هي حال عباد الله اليوم ، و غاية الناس لا تدرك ، فحين ضحكت قالوا ألا تخجل ؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم ؟ تبسمت فقالوا يرائي بها … عبست فقالوا بذا ما كتم ، صمت فقالوا قليل اللسان ، نطقت فقالوا كثير الكلام…حلمت فقالوا صنيع الجبان و لو كان مقتدرا لأنتقم ، حينها أيقنت أني مهما أردت رضا الناس لا بد من أن أذم ، و للأسف الكبير أصبحنا لا نعرف بأي مكان يختبئ السيئون .

كلام امي…

الجميع يتحدثون بمثالية…فالأفعى لها جلد ناعم ولكن فمها مليء بالسم…كذلك بعض البشر يمتلك لسانا جميل و قلب أسود ، و بعضهم الآخر مجرد أفواه ناطقة … ينتقدون و يذمون ، ولكن يا ليتهم يدركون أنهم فاشلون … كانت أماه تقول من المجتمع احذري لأنه لن يرحمك . لذا اجعلي كلام الناس كالتراب إن لم يطر بالهواء فإنه يداس و قد صدقت القول. فالنية اختفت  كما انعدم الصفاء و النقاء تماما  . فحين سألت جدي كيف كانوا يعيشون بلا تكنولوجيا ، و  انترنت ، و الكترونيات .

فقال: كما تعيشون اليوم بلا حب و صدق و وفاء و إنسانية و قد أحسن الرد على ما أعتقد لأنه حقيقة يومنا و أيامنا ، و كان همنا اكتشاف عيوب غيرنا ، و إن لم تكن موجودة كان علينا اختراعها و كأن دورنا في هذه الحياة إظهار العيوب المختبئة في الناس ، على أساس أننا بلا عيوب ، فالويل لمن هم بأمثالهم و أنواعهم . لذا مهما كان و مهما سيكون فلا تهتم بأنواع الناس السخيفة ، وبكلماتهم الجريحة و لا بقلوبهم الميتة ،لأن هذا سيريحك من نفاقهم و أقوالهم التي لا طعم أو لون لها ، فبرغم من قسوة الحياة إلا أنها أشد رحمة من قلوب البشر لأنها بقدر ما تِؤلمنا تعلمنا لكن تلك القلوب ألمها قد ينزع منا الحياة بأكملها ، و ما سواد القلوب و تغيير الأقنعة إلا مرض يعاني منه الملايين و لا دواء له سوى التجاهل .

مكتتبي عدل 2013 بجيجل يقفون وقفة احتجاجية أمام وزارة السكن صباح هذا اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى