خواطر كاتبة

الواقع…قد تبدو الحياة بائسة ويائسة في حالها…وفي عبادها الذين يخطون خطواتهم…

Spread the love

 

                                                   

الواقع…قد تبدو الحياة بائسة ويائسة في حالها…وفي عبادها الذين يخطون خطواتهم عليها وقلوبهم أحجار سوداء كسواد الليل…لا تذوب من حرارة الشمس ولا تتجمد من قسوة البرد.

الناس أجمعين لا تطيق الواقع… ففيها ما كثر وزاد عن حده وانقلب إلى ضده، وما قل ونقصت فوائده كذلك انقلب ضد المجتمع…لذا فالواقع مؤلم من كل جانب سواء أردنا أم لم نرد ذلك، وبالطبع كل هذا راجع إلى كل بني بشر يمشى فوق الأرض، فهم أصل ما يحدث في مجتمعاتنا اليوم، ويقولون يا لا زماننا! لكن لا! فهم من حوّلوا الوقت لهذا…أما الزّمن فلا ذنب عليه بل إنما هو ضحيّة أخرى تسقط بين مخالبكم.

للأسف لقد أبعدتم الستار عن كل شيء يمسح كلمة الإنسانية والتسامح من الوجود، و قد وصلتم إلى ما أردتموه بالفعل، والدليل هو ما نراه أمام ناظرينا كل يوم وكل لحظة وهو أننا لا نرأف على بعضنا بل كل واحد منا لديه فيروسات الحسد والكره والسخرية والبغض ضد الآخر، وهذه هي الفيروسات الحقيقية التي أعتبرها أنها بدون علاج ، بل أكثر من ذلك كله هو أننا لا نطيق رؤية وجوه إخوتنا وخاصة الناجحين بينهم، فهل يعقل أننا صرنا حاقدين وحاسدين على غيرنا لهذه الدرجة؟

الكراهية…

أيعقل أن الكره صار يسير في دمنا وأن قلبنا يدق باسم الكراهية وحسب؟ يا لمرارة هذا ويا لسخافة عقولنا التي استوعبت هذا ! أدركت اليوم أن البشر وفي نظري طبعا أنهم لا يستحقون هذه الحياة. وبالطبع لا أقصد الكل بل بعضهم ولكن أكثرهم للأسف، في الحقيقة لا نلوم السماء إن كانت سوداء، لكن علينا أن نلوم الناس بكونهم سوداويين، لا أقصد سواد البشرة بل سواد القلب، وغياب الأحاسيس ودقات الضمير، ذلك الضمير الذي اختفى من الوجود مع نور النهار وصفاء القلوب والعقول.

فقد سافر إلى ملاذ بعيد، أبعد من البعد…حيث لا عودة لكل مسافر، أصبحنا اليوم نعيش في مجتمع يهتم بأمور غيره أكثر من أمره، أصبحنا نسمع عن أنفسنا أمورا نحن بذاتنا لا نعرفها، يا لسخافة الأمر ويا لسخف المواقف التي وصلنا إليها، ولكن لو كان ما يقال خلف ظهورنا حقيقة لقالوه أمامنا يا عزيزي، العالم أصبح بكم شريرا ولهذا لم أعد أرغب بالقيام بأي شيء فيه، النور أصبح ظلام، والباطل حق، ولا عودة لنوم الأمان، فقد عم الخوف بالكون، واختفى السلام، لتكون الحروب خليفته… ونحن من سبات الشر والمشاكل لم نستيقظ بعد…

مناقشة رفيعة المستوى لرسالة الدكتوراه في جامعة الجزائر 03 تخصص اتصال بيئي…

الأشياء الجميلة…

فقد غادرت الأشياء الجميلة موطنها في القلب، ولم يكن لنا مجال حتى لنودعها أو لنعيش بعض لحظات أخرى منها، لحظات تكون أجمل من سابقها ومما نحن عليه اليوم، ولهذا أقول أن الجمال قد اختفى طبعا بمعنى الكلمة، وإذا لم يكن كذلك لما نغلق أعيننا عندما نضحك بشدة؟ وعندما نحلم؟ وعندما نتعانق؟ وعند الخشوع أيضا؟. لأن أجمل ما في الحياة لن تراه بعينيك… بل ستشعر به في قلبك، لكن هذا كان سابقا فكما قلنا اختفى الجمال من القلب ولا وجود لمعنى كلمة الجمال…لأن الأحاسيس أيضا فارقتنا.وهذا الكلام نابع من واقعنا ومن حياتنا لا غير، حيث علمتني الحياة أن لا أطلب من الأشواك أن تفوح بالعطور، ولا أطلب من الصحراء أن تنبت لي الزهور، ولا من فاقد الإحساس أن يهتم بالشعور… لذا قد يأتيك بعض البشر، كنعمة في الحياة والبعض الأخر كدرس لك، فحافظ على النعمة وتعلم من الدرس.

منهم من تعيش معه العمر ولن تتذكر معه لحظة ومنهم من تعيش معه لحظة تذكرها طول العمر، حين دخل بعض الأشخاص إلى حياتنا منهم من كبر مع الزمان… ومنهم من نسى كونه إنسان  ومنهم من اتخذ من الغيبة مكان، ومن رحل دون استئذان، ومنهم أيضا من سيبقى في القلب مهما جرى أو كان، لأن الذي يحتل القلوب هي المواقف وليس الزمان. كذبت إن قلت أني أحب كوني إنسان وكوني بشر، ففي هذه الدنيا التي أعيشها وأتذوق مرارة طعمها كل يوم وكل صباح، تظهر وتبيّن بشاعة وقرف كل مخلوق بحيث كل واحد ينسى كونه إنسانا…وما هو إلا أحد مخلوقات الله تعالى التي كونت من طين وماء، والتي سيكون مصيرها الفناء، فالتراب نهاية كل البشر. لكن هو يظن أنه سيكون خالدا في هذه الدنيا الفانية…يأخذ منك بالقوة ويعطيك بالقوة، ولا معنى لكلمة الرحمة في الكيان…

الحجر…

ولو قلنا للحجر كن إنسانا لتعذر وقال أنه ليس قاسيا بما فيه الكفاية، فيا رب كف عنا ظلم البشر، من قسوة القلوب وخبث مقاصدهم، وسوء نواياهم، و في هذه الحال نقول أن النية أصبحت غباء والخبث ذكاء…لتبق الابتسامة مجرد مصلحة… ولهذا ذهب الصدق وتخلى عنا وأنا أوافقه بالطبع، فحينا سألته عن سبب تخليه عنا، وإلى أين الرحيل؟ قال: مللت العيش بين ناس أصبح الكذب لي بديل، وأصبحت فيه أنا كالقتيل! . لذا حاول قول الصدق فكره الناس لك لصراحتك خير من حبهم لك على نفاقك، لعل الصدق سيكون من ركاب المحطة التالية التي تجعل شقته بين شققنا ثانيتا…لعل هذا سيصلح بعض الأعطاب التي أحدثناها في الحياة…

كفوا عن زرع الأشواك في الأرض، فربما أنتم من عاد عليها حافي القدمين، وترجعوا لنا اليأس لأننا لم نعد قادرين أكثر مما يأسنا، ما أجمل الغرباء حين يصبحوا أصدقائنا بالصدفة، وما أسوء الأصدقاء حين يصبحوا غرباء فجأة، ولهذا أقول أننا مللنا ويأسنا، فقد خسرنا الكثير والكثير من الأعزاء والأصدقاء، فلعلكم أحياء !لعلكم أموات !لعلكم مثلي بلا عنوان؟ وما قيمة الإنسان بلا وطن، بلا علم ودونما عنوان !هذا ما يحصل لي تماما عندما أخسر إنسان آخر . لذا حاولوا إصلاح عقولكم وأخلاقكم وكفوا عن جرح إخوانكم ونشر الكره بينكم، فكل القلوب مليئة بما يكفيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى