خواطر كاتبة

الأب، نعمة من نعم الدنيا، لا يدرك قيمته سوى من لم يكن له والد

Spread the love

 

                                               

لكل إنسان في هذه الدنيا قلب وحياة.  ولكل قلب محبة ولكل محبة أمان ، وأمان قلب الابن يكمن في وجود محبة الأب.

الأب، معنى آخر للصدق، معنى آخر للمحبة والوئام، وللأمان والحنان، أو بكل بساطة الأب كنز لا يعوض وكنز لا يقدر بأي ثمن … أشبه بنجم في السماء ، أشبه بقمر في الفضاء ، وصمام أمان من الخوف، إنه بمثابة نعيم في هذا الكون … نعيم جعل الأبناء محظوظين بوجودهم ، وأظن أنه لا يوجد شيء أكثر جمالا من الشعور بتواجد من نحبهم إلى جانبنا دون طلب ذلك منهم ، فكل الناس ماء يا أبي و لكن وحدك زمزم تروي فؤادي ، فحين سألت عن الأمان قلت إن حذاء أبي بالباب … وأنا كنت أعني ما أقول بأتم معنى الكلمة ، وبالطبع كلنا نعرف معنى هذه الكلمات ومعنى هذه الأقوال ، فهي نابعة من الواقع والحقيقة .

فاعرفوا من هذه اللحظة أنه لا شيء سيعوض عن مكانة أبائكم. حينما نتكلم عن الأب ، فإننا نتكلم عن عالم ودنيا ، عن جنة عن وطن كبير . وعن حب لا يموت أبدا ، ولو نتكلم أيضا عن عمق الحب ، فما علينا سوى بالنظر إلى مكانة الأب في قلب ابنته ، وبكل بساطة لأن الفتاة لا تستطيع أن تحب رجلا بكامل الاطمئنان سوى والدها. وأنا شاهدة على هذا ، فهو الذي يقضي و يعيش منحنيا طوال حياته ليستقيم أبناءه .

الرجل الوحيد في العالم

وهو الرجل الوحيد في العالم الذي يأخذ من نفسه ليعطيك . قد لا يعطيك كل ما تتمناه لكن تأكد أنه أعطاك كل ما يملك . فهل تذكرون عندما طلبنا منه نجمتين … أتى وهو حامل على ظهره السماء ، فعندما  يوبخك فهذا لا يعني أنه يكرهك وعندما يضغط عليك اعلم أنه يتمنى الأحسن لك … أما عندما يقتصد عليك اعلم أنه يحرم نفسه من كل شيء. فقد يراك الناس يا أبتي مجرد رجل، لكني أراك عالم. في عيني ضياء ، في حياتي  هواء و كما تعلم ليس للهواء بديل …

إنك لي ماء وليس للماء مثيل. فيا أبتي أريدك أن تعرف أنني أحبك، بحجم البحر وسمكاته… أحبك بحجم القلب ودقاته … وأنني أحبك بحجم السماء ونجماته … وبحجم الكتاب وصفحاته… وبأنواع الأكل ونكهاته وبحجم الكون وكواكبه، وبأصناف السكر وحلاوته، أبي يا صاحب القلب الكبير، يا صاحب الوجه النّضر يا تاج الزمان … أدعوا من الله أن تدخل باب الريان ، لك مكانة لن تكون لغيرك لأنه لن يأتي مثلك أحد، صدق الشاعر إيليا أبو ماضي حين قال :

 أبي ! وإذا ما قلتها كأني

                  أنادي وأدعوا يا بلادي و يا ركني

لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى

                 فيرجع ريان المنى ضاحك السن ؟

رمز الوفاء أنت أبي

نعم … فأنت رمز الوفاء، رمز للنقاء والصفاء…لا طعم للحياة بدونك… فسلام وصبر على كل من دفن كنزا، ورحمة لهم جميعا وأسكنهم الله الفردوس الأعلى … لكننا لازلنا نعشق ترابكم … فلا زال طيفك بالبيت، لا تزال ربه وعموده … الحياة بدونك عذاب وألم . وهل يوجد عذاب أكثر إيلاما من فقدانك ؟ ومن الاشتياق لحضنك الدافئ وإلى أروع لحظات العمر معك…لأنك وبكل بساطة كنت تهدينا أضواء في آخر كل نفق تدعوا لنا كي ننسى ألما عشناه. قد نستسلم لكن ما دمت لكتفنا سند، ما دمت أمل لطريقنا فسنحيى للأبد . هذه هي الأبوة هذا هو نعيم الحياة.

هذا هو مثال الرجال ونعم الرجال. حيث قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا) صدق الله العظيم من هذه الآية الكريمة فقط نعرف قيمة الوالد وقيمة الأب، لذا لنسع للردّ الجميل والدين، فعندما تدفن أباك وترجع تأكد أنك دفنت آخر إنسان كان كل همه أن يراك أحسن منه، لكنه رسم لنا مثالا لرجل لن يتكرر أبدا، حالة استثنائية من الرجال والحب والحنان والصدق، فأقول لك يا أبتي لمرة ثانية مكانك لن يكون لأحد، فأحسن منك لم ترى قط عيني .

 أنواع البشر…بألوانهم وصفاتهم واختلاف دينهم، بخيرهم وشرهم…   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى