
لمن سيغمض جفن عن مثل هذا اليوم العظيم، يوم لا يزال يحتفظ به التاريخ بأحرف من ذهب بين طياته وصفحات كتابه.
حيث اتفقت مختلف المصادر التي دونت هذا الحدث أو باسم ثقيل على اللسان (مجازر8 ماي) ، على فضاعة و وحشية المستعمر الفرنسي، الذي ارتكب مجازر تخجل الإنسان من كونه إنسان لقمة بشاعتها فالجبين لها يندى، والتي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا النازية مكافأة الشعب الجزائري والذي ساهم فيها بأبنائه بحكم تابعيته لفرنسا، فاستقبل جيوش الحلفاء ودافع عن شرف فرنسا المهان من طرف الألمان وعن شرف الحلفاء، حيث سال دم الجزائريين وسقطت مئات الأرواح في أرض ايطالية وفرنسية، نعم هذه المئات وهذه الآلاف كلها ضحايا ذهبت ثمنا لحرية الفرنسيين وحلفائهم .
في غمرة انتصار الحلفاء، خرج الشعب الجزائري كبقية أي شعب من العالم، في كامل التراب الجزائر ليعبر عن فرحته وينظم مسيرات سلمية مرخصة من قبل السلطات الاستعمارية، رافعا شعارات تغني الحلفاء خلال الحرب من مبادئ ووعود قطعوها على أنفسهم، كحق تقرير المصير للمستعمرات، وبعد إلحاح شديد من طرف الجزائري على الفرنسي دفعته لإظهار نواياه الحقيقية و المخفية فتوجت الوعود بخيبات الأمل، لتكون النتيجة رهيبة تحبس الأنفاس في الصدر، تفنن فيها الجيش بإبادة والتنكيل راح فيها ما يناهز 45 ألف شهيد، وذنبه الوحيد هو أنه خرج كبقية الشعوب المحبة للسلم والحرية، مطالبين الاعتراف بحقوقهم في تقرير مصيرهم، و لهذا لا تزال راسخة في أذهاننا و في أذهان كل جزائري، كما رسخت فينا حب الوطن لقول الشاعر:
بلادي، أحبك، فوق الظنون، وأشدو بحبك، في كل نادي عشقت لأجلك كل جميل وهمت لأجلك، في كل وادي…
ومن هام فيك،أحب الجمال، و إن لامه الغشم، قال: بلادي !
لأجل بلادي، عصرت النجوم، وأترعت كأسي، وصغت الشوادي
ورحمتاه يا الله على كل شهيد مات في سبيلك.
ريمة جريدي (17 سنة)
اتمنى لك التوفيق والنجاح في مسيرتك