آخر الأخبارأوراق حضارية

وصف خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لأتيان دينيت

Spread the love

وصف خاتم الأنبياء لأتيان دينيت…فحسب علي كرم الله وجهه، صهره وابن عمه فقد كان النبي ( صلى الله علبه و سلم ) متوسط القامة، شديد البنية، نضر البشرة، ليّن الوجنتين، كثيف اللحية، مجعد الشعر، له عرق ينتفخ حينما ينزعج يمتد من جبهته ابتداء من أنفه المعقوف، بين حاجبيه المقوسين والمتقاربين جد. حدقتا عينيه الكبيرتين محاطة بأهداب طويلة، ذات سواد داكن يتخللها بعض الاحمرار ونظرة استثنائية حادة . كبير الفم كما يليق للبلاغة، بياض أضراسه شبيهة بحبات البرد، مفلّجة في الأمام، راحة يديه و أصابعه الطويلة ناعمة الملمس كالحرير الناعم، وأخيرا خاتم النبوة (التي اكتشفها الراهب بحيرة) كانت موجودة تحت رقبته بين ذراعيه، تشبه آثار المحجمة… هذه الإشارة كان لونها أحمر تحيطها بعض الشعيرات.

كان النبي يمشي بخطوة رزينة فخمة، فطن في كل الظروف، حينما يدور، يدور كل جسمه معه و ليس كالأشخاص الخرقى الذين يلتفون رقبتهم بتحريك الرأس فقط فوق ذراعيهم. و إذا عرض شيئا يفعله بيده كلها و ليس بأصبع أو أصبعين .. وإذا اندهش يقول : ” الله” ويتوجه نحو السماء براحة يده يحرك رأسه ويعض على شفتيه. حينما يؤكد على شيء يضرب إبهام يده اليمنى في راحة يده اليسرى المفتوحة ليضغط على تأكيده، وحينما يغضب يحمر وجهه ويمرر يديه على وجهه ولحيته، يتنفس عميقا و يصرخ ” حسبي الله ونعم الوكيل”، يتحدث بما قل ودل وتحملكل كلمة معاني كثيرة، بعضها بديهية والأخرى خفية. وفيما يخص سحر تعابيره كانت بطبيعة تتحدى البشر، تدخل إلى القلب مباشرة و ما استطاع أحد أن يعرض عنها.

وصف خاتم الأنبياء لأتيان دينيت

كان يهتم لشؤون الآخرين…العبيد أكثر من النبلاء…كان يحضر جنائز أبسط المؤمنين، و يوما ما غضب غضبا شديدا لأنهم أهملوا إخباره بموت أسود فقير يكنس في المسجد، وقف على قبره و دعا له، وحينما يقصده السائل يقرب شفتيه حتى يهمس له بسر، ينحني إليه حتى ينتهي، وأبدا لا يسحب يده هو أولا، وحينما يزوره زائر، ينتظر حتى يرجع يده إليه بحركته هو. قال: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه’. فبيده المباركة لم يضرب إمرأة و لا عبدا من عبيده، أنس الذي خدمه عشرية من الزمن فال: ” لم يلمني أبدا و لم يقل لي لم فعلت هذا؟ أو لماذا لم تفعل ذلك؟. وسمعهأبو ذر يقول: ‘ هم إخوانكم ، عباد الله الذي وضعهم تحت سلطانكم، مهما كان السيد فهوأخوه يجب أن يعطيه مما يأكل هو ويلبسه مثلما يلبس هو.’

بطبيعته المحبة تألم بشدة بحرمانه وهو صغير من حنان الأم، إهتم دائما للعلاقات بين الأطفال وأمهاتهم ولخصها في هذه الجملة “الجنة تحت أقدام الأمهات”. و في هذه الأثناء في خطبة الصلاة، سمع طفلا يبكي، سرّع الصلاة ليسمح للأم الذهاب لطفلها لتواسيه، لأنه يدرك كم تتألم المرأة حينما تسمع بكاء طفلها.

إذا كانت مشاعر الكرامة تمنع الرسول (صلى الله عليه و سلم) تمنعه من التهكم المبتذل أو اللاذع فقد كان ذو طبع مرح ، يحب المرح الذي لم يحرمه الله إذا كان غيها جزءا من الحقيقة، و يوما ما من أجل المزح ، قال لصفية عمته: ” العجوزات لا تدخلن الجنة “. السيدة النبيلة ذات السن المتقدمة، انهارت بالبكاء. أضاف إذن: ” ستبعثن كلكن في نسوة تبلغن ثلالة و ثلاثون عاما، و كأنهن ولدن في نفس اليوم.”

العدالة والصدقة عند الرسول (صلى الله عليه وسلم)

إنشغاله بالعدل والصدقة امتد للحيوانات…قل: ‘رأى رجلا كلبا عطشانا يلعق طينا، أحذ خفا من خقيه وأخذ يجلب الماء ويعطيه للكلب. وأعاد هذه الحركة حتى ارتوى .” واعترف الله بهذا الجميل و أدخله الجنة.” هذه الطيبة وهذا الإشعاع الغريب الذي كان ينبعث من شخصه، كان يبهر الحيوانات والإنسان وحتى الجماد. فحينما صعد منبر بني جديدا في مسجد المدينة ، جذع النخيل المتواضع “منبره الذي اعتاد ان يصعد فوقه ليلقي الخطبة، بدأ يصدر أنينا ولم يهدأ حتى وضع أصابعه الكريمة.

الرسول (صلى الله عليه وسلم) يعمل بيديه، نراه يجلب الغنم، ويصلح خفيه، يصلح ملابيه، يطعم جماله، يخيط خيمته…الخ. دون تقبل مساعدة أيّ أحد. كان يجلب حاجياته بنفسه من السّوق، ردا على مؤمن أراد أن يتكفل لمتطلباته…”من واجب الشاري أن يحمل أغراضه”…فأدان بهذا المثل، عادة الأغنياء الذين يقتنون الأشياء العديدة و يكلفون عبيدهم بحملها دون أن يكترثوا لعناء الوزن. كان يزدري من الاحتقار إلى أبعد الجدود زخرف الحياة الدنيا. هذا ما قالت عائشة في هذا الشأن:’ لقد اقترح الله على أن يغير كل الأحكار المحيطة بمكة إلى الذهب الخالص فرددت قائلة: ” يا الله !امنحني فقط أن أكون جائعا ليوم وأكون شبعان في الغد، وفي اليوم الذي أكون فيه جائع سأتضرع فيه إليك. وفي اليوم الذي أكون فيه متخما سأحمدك: “ماذا سأفعل بحطام الدنيا؟”. أنا مثل المسافر الذي يستلقي تحت ظل الشجرة. وحينما تميل الشمس وتغرب تترك هذه الشجرة لكي لا تعود من جديد… بالله أمتني فقيرا وابعثني مع الفقراء.

قبل موت الرسول (صلى الله عليه وسلم)

قبل أن يموت، أعتق جميع عبيده… ووزع أيضا القليل مما يملك. كان يرى أنه من غير اللائق أن بلاقي ربه وهو يمتلك الذهب…لم نجد في بيته سوى ثلاثين مكيالا من الشعير ومن أجل إقتنائها رهن درعه عند التاجر. تلك هي أهم صفات النبي “صلى الله عليه و سلم” المعروفة بالتواتر (المحفوظة بالتقليد). ويتقبلها المسلمون كحقائق. وبالنسبة لهم ليس إلا وميض نجمة منعكسة فوق المياه…فالتوهج المرتعش نزل ليكون في متناول أيدينا ولكنها تبقى صعبة المنال…و كم هي باهتة مقارنة بالنجم التي يرسلها و الذي يتألق من أعلى السماوات بلمعان ساطع

مقتطف من “حياة محمد” صلى الله عليه وسلم لإيتيان نصر الدين دينات والحاج سليمان بن إبراهيم/ترجمة سالي سالي

نظام التموقع العالمي (GPS)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى