
يدخل كل مولود جديد إلى بيته بسعادة، تثلج صدور أفراد عائلته، حيث يستقبل بفرح كبير وليس بقليل، فمنذ ذلك اليوم المميز الذي ندعوه يوم الميلاد، أصبحت العائلة أكبر، وكلما زاد عددها زاد جمالها، فهذا المولود الصغير أصبح من الآن وصاعدا جزء منا ، نراقب كل خطواته وهو يكبر، كل تلك اللحظات الصغيرة كانت بلا معنى، إلا أن نفقده فجأة .
عندما نفقد إنسانا ، يصبح لكل لحظة معه بألف معنى، كل مكان مزعج فيه يصبح ظريفا ، ففجأة بين ليلة وضحاها يغادرنا مرء كان بلا ثمن، واليوم بثروة فرعون لن يغادرنا ولن نبيعه لأي كان، لن يفارقنا، فقد عرفنا قيمته الآن، عرفنا قيمة تلك اللحظات، فهل بيد المرء وسيلة؟ بعد أن فرغ العقل من الحيلة؟
هل هنالك حل دون البكاء والنحيب ؟
فبعد الفقدان، ما على الشفاه غير ليت، يا ليته لم يحصل هذا !يا ليت الزمن يعود للوراء !ليتني لم أقم بذلك! ولكن هيهات للتمني أن ينفع بعد ذلك؟ و بهذا يدخل المرء في دوامة الكآبة والندم، وهاهو يضر نفسه بذلك، فكل الذين معك في الصورة قد غاب، أصحابك أهلك… و بذلك يملئ قلبك الاشتياق وعيونك نظرات الحنين . لكن لكل مشكلة حل ؟
حلك الآن هو أن تستغل أقصى فرصة عندك، فلا يزال هناك الكثير أمامك، لا يزال الكثير معك، استغل فرصة وجود صديقك معك، استغل فرصة جارك، والديك، أحبائك، … كل شيء يتعلق بهم، كل شيء، لأن ذلك نعمة، مادام الآخرون قد فقدوا رمز صداقتهم، رمز اتحادهم، عائلتهم ….
وتذكر أنه لكل لحظة معنى، وللكل جلسة وصحبة ومعرفة مغزى. فعندما نفقدهم تذكر أن، أنه للنهاية ذلك ألم عظيم لا يشفى .
استغل فرصة من هم حولك .
ريمة جريدي (17 عاما)
ممتاز
مقالاتك مميزة