خواطر كاتبة

الفراق…غايتنا العبادة…والأشياء الأخرى ثانوية

Spread the love

  جئنا و غايتنا هي العبادة ، أما الأشياء الأخرى فتبقى ثانوية أي أن الهدف الأساسي ليس إلا الصلاة لخالق السموات السبع و الأرض، و سوف يأتي و يقدم ذلك اليوم لسؤال الذي ينتظره الصالحون أحر من الجمر، وأما الخائبون يتمنون طوال زمنه و عدم وصول ذلك الآن، و تكون أول خطوة بعد الحياة لملاقاة الخالق و مقابلته هي الموت .   

                                    

جئنا و غايتنا هي العبادة…أما الأشياء الأخرى فتبقى ثانوية…أي أن الهدف الأساسي ليس إلا الصلاة لخالق السموات السبع و الأرض. و سوف يأتي و يقدم ذلك اليوم لسؤال الذي ينتظره الصالحون أحر من الجمر، وأما الخائبون يتمنون طوال زمنه و عدم وصول ذلك الآن، و تكون أول خطوة بعد الحياة لملاقاة الخالق و مقابلته هي الموت .

الفراق كلمة ثقيلة على اللسان و على كل إنسان ، و السبب راجع إلى ما تخلفه من فقدان الأحباب و تكسير القلوب وحتى حرمانها من رؤية وجوه أعز الناس و سماع أصواتهم الرنانة و المطربة ثانية. كل هذا مخلف من الفراق وحده ، لكن ما عسانا بفاعلين فالفراق حق ، و هو نهاية كل إنسان في هذا الكون ، و لهذا هي ليست محبوبة عند أغلب الناس بل الجميع يمقتها و يكرهها أشد كراهية…حتى أنهم يتهربون أينما وجدت سيرتها .

لكن هذه هي الحقيقة ولا يمكن الهروب منها ، فهل أنت قاسية لهذه الدرجة ؟ لماذا؟ لماذا تختطفين منا أحبائنا ؟ ليس لك مكان معين ، ولا زمان معين و لا حتى عمر معين ، تأتينا بغتة و نحن لا نشعر ، و لهذا نحن نهابك ، فلك هيبة تهز السلاطين ، و حزن ما يدري الناس عنه، و صدمة تفجع قلوب المحبين ، و حتى لك خطفة ما ينفع الحرص منها ، أنت حقا مرعبة ، لكن لماذا تقومين بهذا ؟ هل نحن نستحق كل هذا العذاب و كل هذه الآلام (آلام الفراق ) ؟

اقتراب الأفراح والأعياد

لقد اقتربت الأعياد و لنا في القبور أحبة، طوينا الصفحات و لا زال الاشتياق كبير ، و لو تعرفون كم أن الشوق بعد الموت لا يطاق…كبرنا و كبر معنا الحنين ، توجعنا و توجع القلب الأليم…أحببنا و لازالت الأماكن محجوزة لأصحابها الذين غادرونا دون وداع….لكن هذه هي الحياة لا البدايات التي نريدها و لا النهايات التي نتوقعها ،  فيا أيها الراحلون إلى السماء ، لقد تركتم شوقا لا تخفيه السنين ، و ذكريات لا تمحوها ظروف الحياة .

اعلموا أننا نفتقدكم يوميا . و لا شيء يسمح لنا بنسيانكم أبدا ، فمثلا لو تسأل الموت إذ كان يوجد شيء أقوى منها ،فإني أظنها ستجيبك و بكل هدوء… فراق شخص تشتاق له كل دقيقة…أي أنه و بكل بساطة الفراق لا يوجع المفترقين فحسب، الفراق يوجع الأحياء ، لكن في الحقيقة هي مؤلمة من جميع النواحي على أية حال ، الموت لا يعني أنك لن ترى الغد ثانية فقط … بل أيضا أن الحياة تستمر و الروح تغادر الكثير من الأجساد دون أي اكتراث .

الفراق

و تمر الأيام دون الأصدقاء ، دون أعز الناس إلى القلوب ،تلك القلوب المنتشرة في أماكن عدة من هذا الكون ، فهناك العديد من يفوتهم قطار الحياة ، لذا يستقلون قطار الموت لكن لا يدرون أن الوجهة ستكون مختلفة ، لا يدرون أنهم لن ينزلوا في المحطة التي أرادوها . لا يدرون أنهم لن يرو الدنيا و أناسها ثانية . كما لا يدرون أنهم لن يتذوقوا عبير هوائها كيفما فعلوا في سابقهم . فعندما يسمع أن إنسانا آخر غادرنا و لن نراه بيننا بعد الآن ، فإننا نشعر و كأننا فقدنا  قطعة من قلبنا و أحد أعضاء جسدنا قد بتر منا، فلويل لك أيتها الموت ، لم تترك لنا مجال للاعتذار حتى عن أخطاءنا ، لم تترك لنا مجال للتسامح ، لقد أخذتهم منا دون موعد يذكر ، و المشكلة أنك لن تعيديهم لنا . جعلتهم يتركون خلفهم ما يريدون و ما لا يردون … هذا هو الرحيل البعيد . و من دخل في دوامته لن يعود أبدا .

لا فرصة بعد الآن…

هذه هي الموت سوى ظلمت أم ظَلمت فإنها ستأخذك معها دون أي تردد كان و يكون ، قد تكون الموت ترينا مكانة كل شخص في هذه الحياة ،لكن للأسف بعد فوات الأوان … و لا فرصة بعد الآن … لا مجال لتصحيح الغلط … و إعادة النظر في بعض الأمور .

قد يبدو الأمر تافه لكن بالنسبة لمن هم مثلنا و لمن فقد هذه الحياة و هواءها فلا أظن ذلك ، حيث يعد كل شيء في هذا العالم بمكانته الغير المحسوبة عند البعض ، ترينا عظامة  كل شيء خلق و يخلق ، كما ترينا أيضا كيفية الحفاظ على الأشياء من خلال خوض تجربة بعد فقدان شخص لم نتوقع يوما أنه سيتخلى عنك دون أي فكرة عن ذلك و كلنا نعرف أنه لا مجال للعودة إلى الماضي . و إعادة ضبط بعض الأشياء . و ضبط بعض الأمور التي تغير الحاضر و تعوض عن ندمنا على فقداننا لأعز الناس لنا … أقربهم إلى قلوبنا . الحقيقة التي لا يمكن تغييرها …هي أن نهاية مسلسل كل واحد منا هو الموت .

فما علينا بالقول إلا صدق الشاعر إيليا أبو ماضي حين قال :

        إن الحياة قصيدة

                    أبياتها أعمارنا

                                و الموت فيها قافية   لذا مهما ارتفع أو نزل خط قلبنا سيأتي يوم ليستقيم فيه ، لكن قبل أن يستقيم أطلبوا السماح و العفو عن الأخطاء التي إرتكبناها في حق إخوتنا .

العلم والعلماء من أعظم خلق الله، فولاهما لضاعت البشرية واندثرت منذ سنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى