
الكون والشمس والأرض وحتى السماء، هذه كلها خلق من خلق الله. حتى نحن الإنس وقد خلقنا لعبادته لقوله تعالى: (و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدوني) صدق الله العظيم. أي أن غايتنا في هذه الحياة هي عبادة الخالق لا غير، و أن الكون عماده الدين لا غير.
الدين نظام اجتماعي يربط الإنسانية مع خالقه بالطاعة و الانقياد و الخضوع له، كإقامة الصلاة مثلا، فهو ليس مجرد كم من الأعباء و التكاليف التي تثقل على الإنسان كما يعتبر البعض، بل هو غذاء الروح وإشباع للوجدان وإرضاء الضمير…
فلها آثار ملموسة، محسوسة تنعكس على نفسية المخلوق من الناحية الروحية والسلوكية والاجتماعية.
وتتجلى في أقواله وأفعاله، معاملاته وجميع تصرفاته، لا يستغني عنه المرء كما لا يستغني عن حاجاته اليومية كالطعام والشراب…حيث تسمو النفس به و ترتقي الروح ويتهذب الوجدانو. فهو الذي يقدم الإجابات للتساؤلات لكل ما يدور في الكون، وما دوره في الحياة، وحتى مصيره بعد انتهائها.
وهذا بدوره يريح الإنسان ويخفف عنه الصعوبات والمشاكل التي يجدها في حياته…مما يجعل كيانه ووعقله مرتاح في سكينة و اطمئنان في الوجود…فمن سيرضى بلقائك و مقابلتك خمس مرات باليوم، ليستمع إليك سواء كنت مسرورا أو ميئوسا…مظلوما أو مكسورا، محقورا أو منصورا، غير خالقك، غير ربك، غير الله.
كما أن الدين هو من كان مصدر العلم والمعرفة التي وصلوا إليها اليوم ، بل يمنع الباطل وينصر الحق، ويبين الحرام من الحلال، لتستمر الحياة على أحسن وجه، أي أن الدين هو أساس ما نحن عليه اليوم .
لذا يبقى الدين عنصر مهم في الحياة فبه ينمو العقل و يتطور، وبما أن الصلاة هي عماد الدين فإن الدين هو عماد الكون.
ريمة جريدي