آخر الأخباردوليا
أخر الأخبار

حين يعلو صوت الكادحين

Spread the love

عيد العمال… حين يعلو صوت الكادحين

بقلم: أنيسة ب

في الأول من ماي من كل عام، يخرج العمال في مختلف بقاع العالم للاحتفال بعيدهم، يوم خُصص لتكريم الجهود الجبارة التي يبذلها الكادحون في بناء المجتمعات وتسيير عجلة الاقتصاد. لكن وراء هذا اليوم المهيب قصة نضالية، بدأت بالدم والعرق، قبل أن تتحول إلى احتفالية عالمية.

جذور دامية في قلب أمريكا

يعود أصل عيد العمال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اندلعت في شيكاغو عام 1886 موجة إضرابات عمالية للمطالبة بتقليص ساعات العمل إلى 8 ساعات يوميًا. تصاعدت وتيرة الاحتجاجات، لتبلغ ذروتها في ما عرف بـ”أحداث هايماركت”، والتي انتهت بمواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، وسقوط ضحايا واعتقال قادة نقابيين، حكم على بعضهم بالإعدام.

لكن بدل أن تنطفئ شعلة الكفاح، اشتعلت أكثر، ليصبح الأول من ماي رمزًا لنضال العمال حول العالم.

من النضال إلى الاعتراف

في عام 1889، قرر المؤتمر الأممي الثاني للأممية الاشتراكية في باريس، إحياء ذكرى انتفاضة شيكاغو بتخصيص يوم 1 ماي من كل عام كـ”عيد للعمال”. وسرعان ما اعترفت به دول عديدة، ليصبح تقليدًا عالميًا، وإن اختلفت طرق الاحتفال به حسب السياقات السياسية والاجتماعية.

عيد أم وقفة احتجاج؟

بعيدًا عن الطابع الاحتفالي، لا يزال عيد العمال في كثير من البلدان محطة لتجديد المطالب النقابية، واستعراض التحديات التي يواجهها العمال، من البطالة والهشاشة، إلى تقلبات الاقتصاد المعولم. في بلدان الجنوب، ومنها الجزائر، يحتفظ اليوم بدلالات رمزية قوية، تعكس نضال الطبقة العاملة في ظل التحولات العميقة التي يعرفها سوق الشغل.

منذ الاستقلال، تبنت الجزائر عيد العمال كعطلة رسمية، ورافقت الحركة النقابية في البلاد التحولات الاقتصادية الكبرى، من التأميمات إلى الإصلاحات. واليوم، يقف العامل الجزائري أمام تحديات مزدوجة: تحسين ظروف العمل، وضمان حقوقه في ظل الرقمنة وتغير أنماط الإنتاج.

رسالة العمال اليوم

في حديث لأحد عمّال قطاع البناء بالعاصمة، قال: “لا نريد احتفالاً رمزياً فقط، بل نريد قانونًا يحمينا من الاستغلال وأجورًا تليق بتعبنا”، بينما يرى نقابي من قطاع التربية أن “عيد العمال مناسبة لمراجعة واقعنا بصدق، خصوصًا في ظل التفاوت بين القطاعات”.

ولا يزال ملف العمال غير المصرّح بهم، والذين يمثلون نسبة معتبرة من اليد العاملة في الجزائر، أحد أبرز التحديات المطروحة، إلى جانب التحولات التكنولوجية التي قد تهدد بعض المهن التقليدية.

1 ماي ليس مجرد عطلة، بل محطة سنوية تذكرنا بأن وراء كل إنجاز اقتصادي، أيادي سمراء وسواعد أرهقها التعب. فهل لا زال العالم ينصت لصوت العمال… أم أن ضجيج الأرباح طغى على أنين الكادحين؟

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. عيد العمال مناسبة لتكريم الجهود الجبارة التي يبذلها الكادحون في بناء المجتمعات وتسيير عجلة الاقتصاد

  2. نضال العمال في مختلف بقاع العالم أدى إلى تحقيق العديد من المكاسب والحقوق، ويجب الاستمرار في النضال لتحسين ظروف العمل

  3. عيد العمال فرصة لمراجعة واقع العمال وتجديد المطالب النقابية، وضمان حقوقهم في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى