

إحياء للذكرى الـ71 لعيد الثورة التحريرية المجيدة
“إشراقات البيان” في ملتقى وطني تاريخي بالبويرة وتيزي وزو
ملتقى وطني يستحضر ميلاد دستور الثورة ويكرم رموز الذاكرة الوطنية
تحتضن ولايتا البويرة وتيزي وزو يومي 27 و28 أكتوبر الجاري فعاليات ملتقى وطني تاريخي موسوم بعنوان “البيان الخالد.. دستور الثورة وميلاد الحرية”، تخليدًا للذكرى الـ71 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، وتسليطًا للضوء على البيان التاريخي الذي أسّس لمسيرة التحرر الوطني.
الملتقى، الذي يُنظَّم برعاية والي ولاية البويرة، هو مبادرة من جمعية نشاطات السلام الثقافية بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، وتحت إشراف مديريات الثقافة، المجاهدين وذوي الحقوق، والشباب والرياضة، وبمشاركة عائلات من مجموعة الستة مفجّري الثورة التحريرية، إلى جانب عائلة الصحفي الشهيد محمد العيشاوي، محرر الصيغة النهائية للبيان الخالد.
ويُنشّط الملتقى كوكبة من الدكاترة المؤرخين ورموز الثورة التحريرية ضمن ندوتين تاريخيتين من تقديم الإعلاميين البارزين في قناة الذاكرة، الأستاذ رابح مناد شربي والدكتور زين العابدين قاسمي.
تحمل الندوة الأولى عنوان “بيان أول نوفمبر.. الوثيقة المؤسسة والرؤية الجامعة للثورة الجزائرية”، فيما تتمحور الثانية حول “على خطى البيان.. كرونولوجيا كتابة، رقن وسحب أعظم وثيقة في تاريخ الجزائر المعاصر”.
كما يتضمن البرنامج شهادات حية وتدخلات لعائلات من رموز الثورة ومجموعة الستة التاريخية.
وفي سياق مواكبة الحدث، تشرف خلية الإعلام لجمعية نشاطات السلام الثقافية على إنتاج وثائقي بعنوان “على خطى البيان”، يمتد لـ13 دقيقة، يوثّق المراحل الدقيقة لصياغة ورقن وسحب البيان التاريخي، بإشراف الإعلامي خالد علواش، الذي أوضح في تصريح لـ”دزاير نيوز” أنّ “الوثائقي يعالج ميلاد أعظم وثيقة في تاريخ الجزائر، ويقدّم رسائل قوية للجيل الجديد حول رمزية البيان كمرجع وطني جامع”، مشددًا على “أهمية التوثيق السمعي البصري للمحطات الخالدة التي صنعت أمجاد الوطن”.
وسيُتوّج اليوم الأول من الملتقى بتكريم خاص يتمثل في تسليم “درع الذاكرة 2025” للشخصية الأبرز في ولاية البويرة من الفاعلين في صون الذاكرة الوطنية والمحافظة على التراث الجزائري، في التفاتة رمزية تعكس روح الاعتراف والعرفان لمن خدم الذاكرة والتاريخ الوطني.
أما اليوم الثاني فسيكون المشاركون على موعد مع زيارة ميدانية إلى قرية إيغيل إيمولا بولاية تيزي وزو، مسقط النور الذي انبثق منه بيان أول نوفمبر 1954. ففي هذه القرية العريقة التابعة لبلدية تيزي نثلاثة بدائرة واضية، رُقن وسُحب البيان بأيدي الصحفي الشهيد محمد العيشاوي، لتبدأ بذلك أولى صفحات الحرية والسيادة الوطنية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي رابح باكور أنّ هذا الملتقى الوطني في طبعته الأولى “يُجسّد ثمرة التوأمة التاريخية بين بلدية الزبربر، التي استُشهد في جبالها الصحفي الشهيد محمد العيشاوي، وبلدية سي مصطفى مسقط رأسه”، مشيدًا بـ”الدور الرائد لجمعية نشاطات السلام الثقافية في تفعيل توصيات هذه التوأمة من خلال تنظيم ملتقى وطني بهذا الحجم والأهمية”، كما ثمن دعم السلطات الولائية ومجهودات المديريات المشرفة على إنجاح هذا الحدث التاريخي الهام.
في كل ذكرى لبيان أول نوفمبر، تتجدد عهود الوفاء والعزة، ويستحضر الجزائريون أنفاس الأبطال وصدى الكفاح الذي صنع فجر الحرية.
يبقى البيان الخالد نبراسًا للأجيال، ودستورًا للوطنية الصادقة التي لا تنطفئ، ومنها تنبثق إشراقات الجزائر الجديدة، ومن مبادئها نرسم ملامح المستقبل المشرق لوطن الشهداء.
عوفي نبيلة
صحفية ومراسلة لقناة دزاير نيوز
مهتمة بالشأن الثقافي والتاريخي الوطني




