حواء

سنة جديدة بعد

Spread the love

سنة جديدة بعد
بالأمس فقط، كنت أجري أنا و أصدقائي في المروج و الأحياء، نجوب جوانب قريتنا، كلنا نلهو و نمرح، نضحك و نفرح … كم مرة تشاجرنا و تصالحنا في اليوم ؟ كم من وجبة فوت في اليوم ؟ حتى لا يفوتني اللعب ، حتى لا أفوت المرح مع
أصدقائي، و رفاقي، و لكن…
ماذا عن اليوم ….؟
اليوم !نظرة أخرى للحياة، كلنا صرنا شباب … كلنا كبرنا و تغيرنا … أو يمكن القول أننا تفرقنا … بعضهم غير السكن و هاجر إلى مدينة بعيدة، و الآخر قد تزوج، و بعضهم الثاني لا يزال في مشوار دراسته، و الأخير بدأ مسيرته المهنية.
لا يعقل …؟!
كيف يمكن لهذا أن يحصل ؟
لقد مضى الوقت بسرعة و لم نشعر حتى، حدثت أشياء عديدة في حياتنا:
أعرف أن بعضكم قد فقد عزيزا عليه ؟
أعرف أن أحدكم تخرج هذا العام ؟
أو أن أقاربكم و رفيقاتكم، أصدقائكم قد شكل أسرة لنفسه بعد انتظار طويل ؟
و الآخر فرحة جديدة له قد استقبلها هذا العام ، مولود أنار البيت و كان له مصباحا آخر و فارسا (أمنياي ) له . و من منا من كان هذا العام أخر درجة يخطوها لحياة أنبل وأفضل. لكن كل هذا أيضا مضى أو سيمضي بعد قدوم الغد و سيصبح ماضي و تاريخ و ذكرى لا غير … و إلا فمن حقق حلمه حققه … و من بلغ غايته بلغها …
ومن لم يفعل شيئا من هذا فلا جديد عليه ، و لا شيئا قد حصل إلا أنك كبرت بسنة أخرى في هذه الدنيا .
بعد غد سيصبح هذا العام من الأمس، فغدا عام جديد بينهما يوم لكنه عام في الحقيقة، بينهما دقيقة لكنها اثني عشر شهرا قد مضت ثانية و ثالثة و رابعة…
و سبع عشر سنة بالنسبة لي !
و ماذا عنك ؟ كم مرة ؟

سنة جديدة بعد
كم مرة دخلت سنة جديدة، و وجدتك في الدنيا تنتظرها، فأضافت لك رقما لعمرك، و سنة لك، و درجة أخرى تعلوها.
هذا العام جرت عدة حوادث للدول تأثر بها العالم
هذه السنة شنت حرب بين روسيا و أوكرانيا
مضت أربع سنوات على فيروس كورونا.
توفيت ملكة بريطانيا ( إليزابيث) .
فارقنا الشيخ خليفة بن زايد بعد حكمه من 2004.
و تغيرت أيضا نظرات بعض الغربيين للشرق الأوسط … و العالم الإسلامي .
(المونديال المقام في قطر الذي لن ينساه التاريخ) .
وتوفي العديد من جمود الطقس و برودته (أمريكا) ،…
وهذا في الحقيقة كثير !
كانوا 365يوم……(و لآن مضت) ….
فبتأكيد ذقت طعم الحلوى
ذقت الطعم المر
ابتسمت شفاهك …بكت عينك …
تألمت روحك ….شفي جسدك …
تعثرت …سقطت …كما نجحت…

31من كانون الأول (ديسمبر) عن رامز بركات :
ارم أحزانك في حقائب اليوم الأخير من هذا العام لترحل معه.
هاهو اليوم الأخير من عام طويل
جاء ليذكرك بسنن الله في أرضه
إن لكل شيء نهاية كما له بداية
الليل الطويل يعقبه فجر جميل
و الصبر الجميل يعقبه فرج كبير
عليك أن تطوي كل صفه تألمك و تركلها بعيدا عنك
و تبدأ من جديد بأسلوب جديد و خبرات كلفتك الكثير
فالحزن سينتهي و لا شك في ذلك
و الجروح ستندمل لا مراء ذلك
و لا شيء سيدوم إلا وجهه الكريم.

سندخل عاما جديدا لا نعلم ما يحمله لنا من مفاجآت و خفايا … لكن على أمل أن تكون سارة … لأننا نعلم من مديرها و نثق به …
بخلاف بعض التي جرت لكم في العام الذي مضى وانقضى.
فتفاءل و لا تنظر للخلف… و اقفل دفتر عام قد مضى… و افتح صفحة جديدة من كتاب جديد … و تأكد أن الحياة لا تستحق الحزن فالكل سوف يموت.
لكن ليس الجميع عاش حقا.
دع الماضي يمضي…
و أحداث الناس تمضي. كما مضت هذه السنة تماما، (أو بالأحرى دعها تأخذ آلامك ) .
فهل سمعت بشخص قد فاز و ربح بسباق، و هو للخلف ينظر ؟ !
لا أظن ذلك ….
فشارك دنياك بعد اليوم لأن الحياة لا تعاش بدون مشاركة.
فلا توجد طاولة في المطعم بكرسي واحد في الأخير…
نعم آن لك أن تعرف معنى الحياة
من كان لا يصلي العام الماضي
آن لك أن تدرك معنى الدنيا
و لتبدأ عاما جديدا بالصلاة و الخير و البسمة، الأمل،و السعادة…..
فاللهم اجعل هذا العام، عام توبة و إصلاح و خير و بركة علينا أجمع (جميعا ).

ريمة جريدي (18 سنة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى