
اليوم العالمي للطفل الافريقي 16 جوان “الطفل الافريقي بين الواقع والآمال”
يمكن اعتبار شهر جوان شهر الطفولة دون منازع يضم ثلاثة مناسبات خاصة بهذه الفئة، ومن واجب مؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية أن تحي هذه الذكرى الثلاثية، ليس احياءا اعتباطيا إنما هادفا أساسا إلى التذكير بأهمية الطفل (ما دون 18 عاما) في المجتمع فهو دون شك المستقبل المٌعول عليه لحماية البلد وعلياءها في مختلف مجالات الحياة، ومن خلال عملية التذكير تأتي ضرورة اشاعة ثقافة حماية الطفولة وصون كرامتها، ومن المؤسسات المطالبة بإشاعة هذه الثقافة والتعريف بها نذكر المدارس والجامعات ووسائل الاعلام المتنوعة، ومؤسسات المجتمع المدني من نقابات عمالية والجمعيات المختلفة والنوادي الرياضية ودور الكشافة.
يصادف الفاتح جوان من كل سنة عيد الطفولة العالمي، كما يصادف يوم 12 جوان من كل سنة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، ويتوافق يوم 16 جوان من كل عام عيد الطفل الافريقي، وهذه الذكرى الثلاثية تدعونا لكتابة فقرات مساهمة منا في احياء الذاكرة الانسانية بشأن الفئة الهشة في المجتمعات والتي تحتاج دون غيرها إلى رعاية خاصة ومرافقة قوية.
لم يكن اختيار يوم 16 جوان اعتباطيا للاحتفال بعيد الطفل الافريقي، إنما يرجع لأحداث عرفتها مدينة سويتو في جنوب افريقيا في نفس التاريخ من سنة 1976م، لما احتج المتظاهرون من تلامذة المدارس وطلاب الجامعات عن نوعية التعليم المقدم لهم مطالبين بتحسين التعليم واعتماد لغتهم في التعلم حفاظا على هويتهم، وكانت نتيجة الاحتجاجات كارثة أصابت الآلاف من المتظاهرين وقتل على اثرها العديد منهم وسارعت وسائل الاعلام لنشر وتداول تلك الأحداث، وأضحت كثير من الدول الافريقية تحي الذكرى من خلال التذكير بالأحداث عبر وسائل اعلامها إلى أن تم الاتفاق على جعله يوما خالدا في تاريخ افريقيا واعتٌـمد بصفة رسمية عيد الطفل الافريقي.
1ــ أطر حماية الطفل الافريقي
رغم أن القرن الواحد والعشرون سجل تحسنا ملحوظا في حماية حقوق الطفل وترقيتها مقارنة بالقرن الماضي وما قبله، إلا أن الواقع يكشف عن خبايا وعوائق ومضار جديدة تضر الطفل ومحيطه لاسيما في القارة السمراء، لم تمانع الحكومات الافريقية في حماية الطفل في مختلف دولها وعملت على ذلك من خلال مستويين هما؛
أــ الاطار التشريعي:
انضمت معظم الدول الافريقية للاتفاقيات العالمية على رأسها اتفاقية فينا عام 1969م بخصوص حماية الطفولة، وراحت تعدل وتكييف قوانينها الداخلية وفقا لما جاء في الاتفاقية الدولية، وبصفتها دول منضمة لهيئة الأمم المتحدة التي انبثقت عنها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) المهتمة بعالم الطفولة ومتابعة واقعهم ومدى التزام الدول بالاتفاقيات الخاصة بالطفولة.
راحت الدول الافريقية أول مرة تعقد اتفاقية اقليمية لحماية الطفل الافريقي فيما عرفت بميثاق الطفل الافريقي لحقوق الطفل ورفاهيته والتي صيغت عام 1990م واحتوت على 48 مادة (في مجملها تؤكد على الحق في الحياة والغذاء والتعليم والصحة، وحماية ذوي الاحتياجات الخاصة وحقهم في رعاية خاصة، وفي حق الطفل الافريقي في الحماية من الشغل المبكر وحمايته من النزاعات المسلحة وما ينجر عنها من مخاطر).
كما راحت الدول الافريقية تنضم للبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراكه في النزاعات المسلحة والتي تم توقيعها في ماي 2000م بمدينة نيويورك.
الجزائر من جهتها أصدرت عام 2015 قانون رقم 15ــ12 قانونا يتضمن تحديد قواعد وآليات حماية الطفل في الجزائر، لهذا الغرض نص على انشاء هيئة وطنية لحماية وترقية الطفولة مقرها ببلدية دالي ابراهيم الجزائر العاصمة.
وقد سبق وان وضعت الجزائر حماية الطفولة في اطار قانوني من خلال عملية التشريع بالأوامر؛
ــ الأمر رقم 72 ــ03 المتعلق بحماية الطفولة والمراهقة
ــ الأمر رقم 75 ــ 64 المتعلق بإحداث المؤسسات والمصالح المكلفة بحماية الطفولة والمراهقة.
ب ــ الاطار الهيكلي:
أكثر الأجهزة شهرة في محاولات تجسيد ما جاء في الاتفاقيات والقوانين الداخلية للدول بشأن حماية الطفولة هي لجنة حماية حقوق الطفل الافريقي المنشأة عام 2012 المكونة من 11 خبيرا ذوي السمعة الطيبة والكفاءة يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب لمدة خمس سنوات غير قابلة للتجديد، تضطلع اللجنة لإشاعة ثقافة حقوق الطفل في افريقيا من خلال تعاونها مع هيئات ومنظمات حكومية وغير حكومية تهتم بالطفولة ذلك لأجل جمع التقارير وتقديمها للجمعية العامة وللاتحاد الافريقي كل سنتين. وتعمل على النظر في الشكاوي التي تصلها بشان الانتهاكات ضد الطفولة، ولها امكانية اصدار توصيات للحكومات والعمل مع منظمات حقوق الطفل.
اليوم العالمي للطفل الافريقي 16 جوان
ولا يمكن اغفال دور اللجنة العربية للهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر لما تمنحه من أولوية للأطفال ذوي الحالات الصعبة.
2ــ المخاطر ومظاهر الانتهاكات:
البحث عن واقع الطفولة في القارة الافريقية لا يستدعي الوقت الطويل للكشف عن خباياه لاسيما في بعض دول القارة؛ لأن وضعهم ظاهر للعيان بل كثيرا ما تتداوله وسائل الاعلام في الروبورتاجات والتغطيات الإعلامية، فرغم سلسلة الاتفاقيات الموصية على حماية الطفولة وصيانة كرامتها ورغم الخطب السياسية والندوات الجمعوية والحصص والبرامج الاعلامية المنددة للانتهاكات ضد الطفولة. والأجهزة والهياكل الخاصة بها على مستوى الهئيات الدولية والحكومية وغير الحكومية وما ترصد له من برامج للمساعدة … إلا أن المخاطر لا تزال تحوم بالفئة الضعيفة في المجتمع لتتعرض لانتهاكات خطيرة قد تؤذي بحياتها “الوفاة” أو تؤذي بحياتها المعنوية فتكسر ما بداخلها ولا يمكن ترقيعه لما تتركه في نفسياتهم وصحتهم آثارا بالغة. ومن بين أخطر التهديدات والمخاطر التي تهلك حياة الطفل نفصلها في محورين هما؛
1ــ التهديدات الأمنية المختلفة:
تتنوع المخاطر والتهديدات الأمنية في عالمنا المعاصر والتي تتعرض لها البشرية جمعاء والطفولة بصفة خاصة حيث يكون وقع المخاطر الأمنية عليها أكثر شدة وأثرا.
من أشهر أنواع النزاعات المسلحة التي تعرفها القارة الافريقية ولاسيما في منطقة الساحل وجنوب الصحراء هي الحروب الأهلية civil war.
تؤذي الحروب الأهلية الى انهيار الخدمات الاجتماعية مثل المدارس والجامعات والمستشفيات وكلها تصب في الضرر للطفولة، الحالة الصعبة التي تؤول اليها الدولة تجعل فئات المجتمع متضررة والطفل قد يكون الاكثر تضررا من نواحي عدة نحلل بعضها فيما هو آت؛
العجز الاقتصادي والزراعي جراء الحروب الأهلية من خلال عدم قدرة العاملين على مزاولة أعمالهم خوفا من ألسنة نيران الحرب وهروبا الى أماكن آمنة، وبالتالي ستتضرر الزراعة وتتوقف عجلة الصناعة، وتزداد نسب الفقر والمجاعة، يضطر البعض عندها اللجوء إلى دول مجاورة وفي رحلة اللجوء الشاقة قد يتعرضون لمخاطر كثيرة منها الاختطاف وسرقة كل ما يملكون من مال وذهب، بل اختطاف أطفالهم تحت تهديد السّلاح من طرف جماعات ارهابية وقطاع الطرق. يستغل هؤلاء الأطفال لاحقا في عمليات الاتجار بالبشر لأجل استغلال أعضاءهم البشرية وبيعها أو بغية استغلالهم في الأعمال الشاقة التي لا تقدر عليها أجسامهم الهزيلة، أو لاستغلالهم في الجنس والدعارة. وهو الحال لمن يعولون على الهجرة غير الشرعية الى مناطق أخرى وقد يلقون حتفهم وهم في الطريق بحثا عن الآمان.
عمليات التقتيل العشوائي والإصابات الخطيرة (العاهات المستديمة) التي تتعرض اليها الفئة الهشة من المجتمع “الطفل” أو يتعرض لها والديه أو أحديهما يجعل الطفل مسؤولا على أسرة كاملة وعليه في هذا الوقت أن يسير للبحث عن العمل وسيتقبل أي عرض عمل مقابل ما يسد الرمق، ومن أكثر العروض التي سيجدها هي؛
ـــ جندي في صفوف الجيوش النظامية وغير النظامية والمجموعات المسلحة كالميليشيات، حيث سيصبح الأطفال الجنود child soldiers دروعا بشرية مكانها الصفوف الأمامية أثناء اشتعال فتيل الحرب، حاملين للبنادق ومختلف الأسلحة الثقيلة على أجسامهم الصغيرة. وقد يشغلونهم في مجال الجوسسة، ويستخدمون البعض منهم في العمليات الانتحارية.
وتلمس النتائج في تضاعف عدد الوفيات وسط فئة الأطفال، وكثرة العاهات المستديمة والأمراض المزمنة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها أثناء الحروب، ناهيك عن ما يتعرضون له من ألوان التعذيب في سجون الطرف العدو.
أما عن فئة البنات فهن الأخريات لن يسلمن من الاختطاف والعمل المبكر الاجباري، ولهن عرضين لا ثالث لهن إما العمل كخادمات في بيوت الأسياد أو العمل في دور الدعارة كعاهرات.
ــــ العمل في المناجم والمصانع والمزارع؛ هي الأعمال المعروضة على الأطفال في افريقيا السمراء، حيث يزداد الطلب على العمل في أوقات الأزمات والنزاعات فيتحولون للعمل في أخطر الأماكن لمقابل مادي زهيد وبطرق غير شرعية وغير آمنة ولا مٌـــؤًمنة.
تجد النسب العالية من العمالة الأقل من 16 عاما في المناجم وبعض المصانع أين تكثر المخاطر الكيمائية لاسيما في دول اريتريا والسودان والكونغو الديمقراطية والصومال وزمبابوي ومالي، حيث الفقر والنزاعات والحروب اللامتناهية وإن كان الطفل الافريقي قد عرف العمالة المبكرة منذ التواجد الاستعماري نهاية القرن الثامن عشر، إلا أنه عاد مجدد يشكوها في ظل دولة مستقلة لكنها غير قادرة على بناء الدولة المثلى من خلال عدم القدرة على بناء السلم فيها.
يعيش أطفال الكونغو الديمقراطي على العمل في مناجم النحاس والكولبات لتزويد للشركات الصينية بطلباتها من المادتين لاسيما الكولبات cobalt (مادة تستعمل في صناعة البطاريات المتقدمة وهي مادة أولية ذات شأن كبير في عالم التكنولوجيات الحديثة والحاجة اليها في تزايد مستمر)، أقرت بعض التقارير أن نسبة 40 بالمائة من عمال تلك المناجم من الأطفال!، في مناجم غير نظامية تعرف بالبدائية لأن وسائل الحفر المعتمدة هي يدوية أو بالأيدي العارية. إذ يلتحق طفل واحد من بين أربع أطفال بالعمل من سن 5 الى 17 عاما، لقد تضاعف اللجوء للعمل المبكر في افريقيا مباشرة خلال فترة كورونا أين زادت نسب الفقر والعوز، لتحتل افريقيا بذلك المرتبة الأولى عالميا في عمالة الأطفال (72 مليون طفل غير محمي من العمالة المبكرة في افريقيا). وهاهي السودان اليوم وخلال ثلاثة أشهر من بداية النزاعات المسلحة والدامية يشهد اطفال السودان انتهاكات جسيمة بحقهم من التقتيل العشوائي والإصابات المختلفة من الخطيرة جدا، وضد المنشآت الاجتماعية ما جعلهم في العوز وسوء للتغذية وإغلاق للمدارس ناهيك عن العنف الجنسي، وقد رنت اليونيسف جرس الخطر لما وصل أزيد من 13 مليون طفل سوداني للحاجة الماسة للدعم الانساني، والصعوبات اليوم في ايصالها وفي كفايتها.
كما تعمل العمالة دون سن 16 في افراغ المواد الكيمائية دون ارتداء للمعدات الوقائية في عمليات رش المبيدات على الكاكاو في دولة غانا، وفي استخراج الذهب بدولة كينيا.
ناهيك عن العمالة المستغلة في الاتجار بالمخدرات واستغلال الطفولة في التسوّل والسرقة.
2ـ التهديدات البيئية:
تهدد حالات التصحر والجفاف في افريقيا حقوق الطفل فتصيبه في صحته من خلال جملة الأمراض التي يمكن أن يتعرض اليها كتلك التي تصيب الجلد وأمراض مرتبطة بالمياه الملوثة كاكوليرا، الملاريا… ومع قلة توفر اللقاح وباقي العلاجات اللازمة لاسيما زمن الحروب وفي فترة انتشار فيروس كورونا أين تزايد تعداد المرضى من الأطفال، ناهيك عن آثار التهديدات المناخية على الانتاج الزراعي والحيواني حيث يتعرض الكثير منهم إلى سوء التغذية وما ينجر عنها من أمراض.
3ــ الجهود والآمال المنتظرة:
لم تتمكن إلا دولا قليلة في افريقيا من مجابهة عمالة الأطفال وتحسين بيئة معيشة الطفل عامة، ومن دول العربية الافريقية التي قدمت امكانات لا بأس لها لترقية الطفولة هي؛ تونس والجزائر وموريتانيا، ولا تزال تعمل على تحقيق المزيد من الترقية لمستقبل النشىء فيها.
إلا أن دولا افريقية عربية أخرى تشكو من تزايد العمالة المبكرة فيها كمصر والسودان والصومال، والمغرب بصفة ملحوظة من خلال تشغيل الفتيات دون 12 في البيوت كخادمات وهي ظاهرة متزايدة نتيجة تزايد نسب الفقر والعوز، تتعرض فيها تلك الفتيات للضرب والإهانة والسب والشتم ناهيك عن الاعتداءات الجنسية، كما يعمل أطفال المغرب لاسيما اللذين يعيشون في المنطق الفلاحية في أعمال الزراعة ورعي الأغنام، وبيع المنتوجات الفلاحية والخبز المصنوع في البيوت على الطرقات، وتعج المدن الكبرى بعمالة الاطفال في المغرب في مشاغل الحدادة والنجارة ورفع النفايات.
اليوم العالمي للطفل الافريقي 16 جوان
ويعاني الطفل الصحراوي من انتهاكات خطيرة بداية من داخل اقسام الدراسة لما يتعرض للاحتقار والإهانة والعنصرية منها تفتيش مستمر لأدوات الدراسة إن كانت تحمل بين طياتها منشورات أو رايات الدولة الصحراوية وهي من بين أسباب التسرب المدرسي لذى أطفال الصحراويين في الاراضي المحتلة.
ناهيك عن التعذيب الذي يتلقاه بعض الاطفال دون سن 18 في السجون ومراكز الأمن لمجرد انهم حملوا شعارات يطالبون من خلالها اطلاق سراح أهاليهم من سجون المخزن. وكثرة التعذيب والإهانات التي يتعرض اليها هؤلاء يفضلون الهجرة غير الشرعية في قوارب الموت.
لازالت تعمل منظمة العمل الدولية وهيئة اليونيسيف جاهدة على كبح جماح الانتهازيين في تشغيل الأطفال واستغلالهم في أعمال حقيرة تضر بصحتهم ونفسيتهم وتهين كرامتهم، وهاهي الأمم المتحدة اليوم ترفع شعار “تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع. انهاء عمل الأطفال”.
كما تقدر المنظمات الانسانية والتي تهتم بالطفولة أن تعمل على تحسين ظروف العيش الكريم من خلال؛
ــ تقديم المساعدات المالية والاجتماعية المختلفة وحسن توزيعها على الأطفال المحتاجين بغية حمايتهم من العمالة وعودتهم لمقاعد الدراسة والتكوين.
ــ مساعدات صحية حفاظا على صحة أجسامهم ونفسايتهم.
ــ توفير ما يسمح بالترفيه عن النفس في جو مليء بالبهجة وحسن اختيار أوجه الترفيه من باب تضمنها لوسائل ترفيهية تعليمية وتربوية.
أضحى حضر العمل ومنعه بالنسبة للعمالة الصغيرة السن لا يكف وحده لذلك وجب؛
ــ اعتماد التأمين ومنه التأمين على البطالة حتى إذا تعرض أحد الوالدين للبطالة وجد منحة تسد رمق أسرته وتصون كرامتها.
ـ الاهتمام المتزايد بالأطفال ذوي الحاجيات الخاصة والمتضررين من النزاعات المسلحة والأيتام لاسيما الموجودين بين أسوار الملاجىء وفي مراكز الهجرة لاسيما في الاوقات الصعبة مثلما كان الحال زمن فيروس كورونا.
ــ مزيد من تشجيع للجمعيات ووسائل الاعلام على نشر ثقافة حماية الاطفال من خلال التوعية والتحسيس، فهم أعين الرقابة من خلال التبليغ ورفع التقارير عن التجاوزات اضافة الى المساهمة في تقديم المساعدات المادية ــ المالية والاجتماعية التي تحتاج لها فئة الطفولة الفئة الاكثر اهمية لمستقبل المجتمعات والدول، بل مستقبل القارة والعالم أجمع.
ــ محاولة تنويع مصادر التمويل فالجهات المناحة المعروفة عالميا هي الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والبنك الدولي.
ـ كما يتطلب من هيئة الأمم المتحدة على مزيد العمل لبناء السلم في دول القارة الافريقية، لأن الملاحظ أنه كلما زادت المخاطر الأمنية والتهديدات المناخية ــ وقد تتزامنان ــ ارتفعت معدلات الفقر والمجاعة وبالتالي تتزايد عمالة الاطفال.
اليوم العالمي للطفل الافريقي 16 جوان
إحياء ذكرى الثلاثية للطفولة والمصادفة لشهر جوان / يونيو من كل عام ما هي إلا فرصة لتسليط الضوء على واقع الطفولة لاسيما الافريقية ونحن نحتفل به اليوم، والتفكير الجدي في الحلول وكيفيات التنفيذ، فبين رحى الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة، والفقر والمجاعة تكشف مظاهر الانتهاكات التي تعيش فيها طفولة إفريقيا، حيث لا توفر للأمن الصحي ولا النفسي، وتضاعف التعرض لكل أنواع العنف (العقلي والجسدي والنفسي) ….
فقد حان الوقت لشد الأيدي بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني على مستوى الدولة الواحدة وعلى المستوى الاقليمي أيضا، فمن الناحية القانونية /النظرية و الهيكلية / الأجهزة يعد الأمر مكتملا والحاجة الفعلية اليوم إلى تفعيل الاتفاقيات والقوانين بجدية أكثر بعيدا عن الاستنكار والحظر، بل البحث في كيفيات المراقبة والمتابعة والتقييم بحثا عن التقويم.
دون الاغفال عن مضاعفة الحملات التحسيسية وليس فقط المصادفة لإحياء ذكرى عيد حماية الطفولة.
لا يمكن تنظيف بيئة الطفل الافريقي إلا من خلال جهود مكثفة ووعي بالعمل من داخل المجتمعات وعمقها حتى تعمل على تغيير الثقافات، فمعظم مجتمعات عمق القارة الافريقية لديها استعداد في مواصلة عمل الأطفال بل حتى الاستعداد على اشراكهم في الحروب وكل أشكال النزاعات المسلحة، لذلك يحتاج العمل على التقرب من الأولياء من خلال الجمعيات والمدارس ولجان الهلال الأحمر والصليب الاحمر لمزيد من التوعية والتحسيس بالمخاطر.
بقلم: أ.د/ نبيلة بن يوسف
أستاذ العلوم السياسية