
لكل مريء في هذا الكون، مكاتب وأمور تعلق على جبهته، في سبيل تحقيق وجهته وأمره في هذا الكون…ويكون عنوان حياته في العمر الصغير الذي يقضيه في هذا الوجود، ويتمحور في القدر .
القدر هي تفاصيل تتعلق بحياة كل إنسان في هذا الكون، من فرح وحزن وشقاء وغيرها، يتعلم من خلالها البشر دروسا لا تمحى من الذاكرة…وترافقه مدى الحياة… تكون حكمة يرويها إلى غيره كي لا يقعوا في مثل ما وقع…فالحياة أيام، …والأيام دروس، والدرس حكمة اليوم والغد، وهكذا تستمر الدنيا.
دور القدر في الحياة
هذا هو دور القدر في حياتنا، يرشد المظل نحو طريق مستقيم، نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقا من الماضي و الحاضر نفسه، حيث يوقع الناس في مواقف وأحداث يتعلم منها قوانين هذا الوجود، والتي على كل امرئ في الكون اتخاذها بدون بديل كجرعة الدواء التي يتخذها المريض في حالة المرض…
لكن هذه الجرعة تتخذ كهواء لا يتخلى عنها المرء حتى في حالة راحته لأنه يتدرب بها على كيفية مقابلة ما هو أقسى وأخطر من تلك المواقف الصغيرة التي هو فيها، كالصبر على خسارة أعز صديق لقلبه، والصبر على الخيانة والطعن في الظهر من الذين لم يتوقع أبدا أن يحدثوا غدرا فيه. والتسامح على الأخطاء التي يقع فيها مع غيره، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. والتسلح بالشجاعة…
القدر هدية الله
فلا حياة لخائف وضعيف في هذا الكون، لأن الإنسان عليه أن يعلم كيانه الشجاعة ويعلمه كذلك أن الضعيف في الكون محتقر، وعلينا أن نكون لصف الضعفاء دفاعا عنهم كي لا ينتصر الباطل في الكون، كل هذا يعلمه القدر للبشر، ففيه يبشره بخفاياه في الأيام فيسعد وتمتد الشفاه نحو الأذان، كما فيه خفايا مخيبة بل يمكن القول أنها مريبة في حياة بعض الناس. لكن على الإنسان أن يتألم كي يتعلم، هذه أيضا حكمة يقدمها القدر للمرء، و يعلمه أنه لا وجود لشيء مجاني في الدنيا.
نعم هذا هو القدر…هدية من الخالق جل جلاله لعبده…كي يبين له أن لا شيء يستمر في هذه الحياة…كلنا سيفقد الآخر، وأن الموت هو نهاية كل واحد منا…ولا شيء يجعل المرء متقدما سوى الأخلاق أو كما قلنا قوانين الحياة التي يعلمها القدر لنا في رحلة حياتنا وعمرنا.
ريمة جريدي