دوليا

التوقيع على اتفاقيّة التعاون القضائي بين الجزائر ولبنان

Spread the love

بمناسبة التوقيع على اتفاقيّة التعاون القضائي التي تمت أمس…في المَجال الجَزائي والاتفاقيّة المتعلّقة بتسليم المجرمين، بين الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة والجمهوريّة اللبنانيّة، القى السّيد معالي وزير العدل، حافظ الأختام عبد الرشيد طبّي كلمة بهذه المناسبة هذا نصّها:

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 أخي هنري خوري، وزير العدل بالجمهورية اللبنانيّة الشقيقة،

السيّدات الفضليات، السّادة الأفاضل، الحضور الكرام.

 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 اسمحوا لي في مُستهل كلمتي أنْ أُعُبّر عن ابتهاجي وفائق سعادتي بتواجُدي بينكم على أرض لبنان الشّقيقة، وأنْ أتقدّم بأسمى عبارات الشّكر وآيات العرفان على كرم الضيافة وحُسن الوِفادة.

كما يُسعدني أنْ ألتقي بأخي وزير العدل هنري خوري، في هذه المناسبة المُميّزة التي نشهدُ فيها توطيد أواصر التعاون القضائي، بالتوقيع على اتفاقيتين ثنائيتين ذات أهميّة لكِلا بلدينا.

وأغتنمُ هذه السانحة، للتنويه بأواصر الصّداقة التّاريخيّة الرّاسخة بين الجزائر ولبنان، وبمستوى العلاقات الأخويّة المتميّزة المبنيّة على الاحترام المتبادل والتضامن وانسجام المواقف على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي هذا المقام، نشعُرُ بارتياحٍ كبير وتفاؤل بالمستقبل مُباركين الخطوة الرائدة التي نخطوها اليوم سويّا، بالتوقيع على اتفاقية التّعاون القضائيّ في المجال الجزائيّ، واتفاقية متعلقة بتسليم المجرمين.

 وكما تعلمون فإنّ هذه الاتفاقيات تعدّ الآليّة الأمثل لمُجابهة التّهرّب من المساءلة الجزائيّة، وبالتّوقيع عليها نكون قد أسّسنا لبلدينا إطاراً جامعاً مانعاً يُحصّنُهما من التّهديدات الإجراميّة، ويكونُ درعا منيعاً يَحُولُ دون إفلاتِ المجرمين من المتابعة والعقاب، لاسيما بالنّظر للأحكام التي تضمّنتها، والتي من شأنها السّماح للبلدين بصدِّ كلّ الشّقوق والمنافذ التي قد تُهدّدُ إقرارَ العدل فيهما وإحقاق مبدأ سيادة القانون، وهي مبادئ مكرّسة دوليّا تخدم الأمن والسّلم العالميين.

كما ستدفعُ هذه الاتفاقيات قُدُماً بمسارِ علاقات التّعاون الثّنائيّة في المجالين القانونيّ والقضائيّ والارتقاء بها إلى المستوى المنشود، وستكون دلالةً أخرى على عمقِ العلاقات الجزائريّة اللبنانيّة.

إنّ الجهود الحثيثة المبذولة من بلادي، من أجلِ إرساءِ قواعد إطارٍ اتّفاقيّ مع الشريك اللبنانيّ، تتماشى والالتزامات الكبرى التي حملها رئيس الجمهوريّة السيّد عبد المجيد تبون على عاتقه منذ تولّيه رئاسة البلاد، والقائمة في مُجملها على مراعاة المصالح المشتركة بين الجزائر وشركائها الاستراتجيين وبالأخصّ الدّول الشقيقة والصديقة.

كما يتزامنُ التوقيع على هاتين الاتفاقيتين مع الإصلاحات التي يشهدها قطاع العدالة في الجزائر، والمنبثقة عن الدستور الذي بادر به السيّد الرئيس سنة 2020 وحظي بتزكيّة الشعب الجزائري، والذي تضمّن أحكاما غير مسبوقة تُكرّس استقلالية السلطة القضائية بما يُحقّق تطلُّعات الشعب الجزائري.

 فضلا عن المسعى الشامل الذي أقرّه السيّد رئيس الجمهورية لاسترداد الأموال المنهوبة المهرّبة للخارج.

إنَّ الرهانات كبيرة، ولا يُمكن لأيّ دولة مهما بلغت قوّتها أن تُواجه بمفردها مظاهر الإجرام على مختلف أشكاله، خاصةً جرائم الفساد وتبييض الأموال وتهريبها، لذا من الواجب أن تتكاتفَ الجُهود في مواجهة هذه الظّاهرة على كل المستويات ثُنائيّاً أو إقليميّاً أو دوليّاً.

 وتُعَدُّ اتّفاقيّات التّعاون القضائيّ في المجال الجزائيّ وفي مجال تسليم المجرمين، بمثابة الحصن المنيع لمواجهة هذه الظواهر الإجراميّة التي قد تُهدّد مصالح البلدين، وهي أُطُر اتّفاقيّة من شأنها تذليل كل العقبات التي يُمكن أن تكون عائقا أمام تحقيق العدالة.

وأغتنم هذه الفرصة للتّأكيد على ضرورة تضافر جهود بلدينا، لإتمام كافّة أطر التّعاون القضائيّ في جميع مجالاته، وذلك بعقدِ لقاءِ خبراء البلدين، لإتمام تدارُس أحكام مشروع اتّفاقيّة التّعاون القضائيّ في المجال المدنيّ والتّجاريّ للتّوافق عليها، وكذا التّشاور حول بنود مذكّرة التّفاهم المقترح إعدادها بين وزارتي العدل للبلدين، بما مِنْ شأنه أنْ يُساهم في بناء القدرات القضائيّة وتنميّتها.

 ونأملُ أن تُتوّج جُهودنا المشتركة بالتوقيع عليهما قريبا ببلدكم الثاني الجزائر.

هنيئا لبلدينا هذا الانجاز، الذي نسعى من خلاله للرقيّ بعلاقات التعاون القضائي ونتطلّع إلى تجسيده على أرض الواقع بما يخدُمُ المصالح المشتركة.

نسألُ الله أن يثبّت بلدينا في برٍّ آمن ويسدّد الخُطى لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والازدهار.

أشكركم سيّدي الوزير، السيّدات والسّادة الأفاضل

على كرم إصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى