استغلال الطفولة

استغلال الطفولة…نواجه في هذه الحياة العديد من المفاجآت السارة والمؤلمة، لكن لم نتوقع أبدا أنه من بين هذه المفاجآت صاعقة استغلال الأطفال وتشغيلهم .

الأطفال معنى آخر لحياة ملونة، معنا آخر لحلاوة الدنيا. و لصفاء الروح ونقاء القلب. لكن هذا كان قبل استغلالهم، في الأعمال الشاقة. وسرقة طفولتهم التي صارت حق محروم لدى الطفل، فأين هم رجال الدنيا أين هم رجال الحق !. رجال لا يرضون بالظلم واستغلا ل الطفولة في كسب المال. وفي أي عضو سارت أو تسير الإنسانية والضمير، تلك العملة النادرة على حملها الناس غير قادرة…أم أنها ضاعت عن أصحابها؟ أخبرونا! فلعلنا نتمكن من إيجاده واسترجاعه إليكم ، لتعود الحياة لطبيعتها لتعود الطفولة لبراءتها .

عشتم طفولتكم في أحسن حلة فاتركوا أولاد غيركم يعيشون ما عشتم و يتذوقون حلاوة أجمل أيام العمر في الدنيا، أخبرونا كيف سمحت لكم مشاعركم و قلوبكم باستغلال أيادي ناعمة في أعمالكم الرذيلة ؟

كيف لا يهتز إحساسكم وكيانكم من مشاهدة مناظر العبودية ؟ أفلا تخجلون من كونكم بشر في استغلال الطفولة؟ بشر لا إحساس ولا مشاعر… ولا ضمير… بشر سبحان الله وأعوذ بالله ومنهم لله ، قلوبهم أحجار سوداء كسواد الليل ، لا تذوب من حرارة الشمس ولا تتجمد من قسوة البرد ، فما أبشع الكون بوجودكم ! وما أقرف أعمالكم ! وما أقسى قلوبكم !و لو قلنا للحجر كن إنسانا لتعذر وقال أنه ليس قاسيا بما فيه الكفاية ، وهو صادق بالفعل ، حيث قال تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) ، فعودوا إلى رشدكم، واسترجعوا ضميركم الضائع ، فلعله يوقظوا إحساسكم، وتكفون عن تشغيل الطفولة و تدمير قلوبهم البريئة البيضاء كبياض الثلج. لذا فكوا أغلال الأطفال، فهم لا يستحقون كل هذا العناء، و قيدوا الاستغلال مكانه، ليعود الأطفال لطفولتهم، وتعود الضمائر لأصحابها، فيمح الاستغلال ويعلوا الحق بالدنيا.