
مخبر الدراسات والابحاث الجيوسياسية
ينظم ملتقى وطني بجامعة الجزائر 3
افتُتح الملتقى الوطني حول الإشكالات الأمنية في المغرب العربي الذي نظمه مخبر الدراسات والابحاث الجيوسياسية ، فرقة بحث “التحولات الجيوسياسية في المغرب”، على أنغام النشيد الوطني، حيث تولت السيدة سلامة، نائبة عميد كلية العلوم السياسية، مراسم الافتتاح الرسمي.. الملتقى الذي احتضنته جامعة الجزائر، شهد نقاشات علمية عميقة، تخللتها مداخلات قوية حول الجيوبوليتيك في المنطقة المغاربية.
الدكتور هدير محمد، من المدرسة الوطنية للصحافة، قدم مداخلة محورية سلطت الضوء على تعقيدات الجغرافيا السياسية وتأثيرها على الأمن الإقليمي. أما البروفيسور خوجة محمد، مدير المخبر والعميد السابق للكلية، فقد أثرى النقاش بمداخلته القيمة التي عالجت البُعد الأمني من زوايا متعددة. كما تناول الدكتور مخطاري عبد الرزاق، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية ورئيس الملتقى، المنطلقات الفكرية للتحولات الأمنية الجديدة، موضحًا انعكاساتها على الجزائر ودورها في محيطها الإقليمي.
لماذا هذا الملتقى في هذا التوقيت بالذات؟
في ظل التعقيدات الجيوسياسية التي تعصف بالمغرب العربي، تبرز ضرورة مثل هذه الملتقيات العلمية والاستراتيجية لفهم ديناميكيات التحديات الأمنية. فهو يمثل فرصة لتعزيز المناعة الهوياتية ومواجهة المخاطر التي تهدد الاستقرار الإقليمي. هذا ولم تعد الإشكالات الأمنية في المغرب العربي مجرد قضية وطنية محدودة، بل تحولت إلى معضلة ذات أبعاد إقليمية ودولية. في ظل التداخل بين المتغيرات الجيوسياسية والتحديات الأمنية، يكتسب هذا الملتقى أهمية استثنائية، كونه يعالج القضايا الأكثر إلحاحًا في المنطقة من خلال البحث العلمي والتحليل الأكاديمي.
وقد سعى الملتقى لتحقيق أهداف استراتيجية أبرزها، التعريف بالتحولات الجيوسياسية وأثرها على الأمن القومي، من خلال تقديم رؤى تحليلية تستند إلى معطيات دقيقة، بالإضافة إلى فهم التهديدات الأمنية المتعددة الأبعاد، مثل الإرهاب، النزاعات الحدودية، والتدخلات الخارجية. فيما حاول اقتراح حلول عملية تجمع بين الأمن والتنمية، بما ، يعزز من استقرار المنطقة على المدى الطويل
في حين تمحورت النقاشات حول أربعة محاور رئيسية:
1. المقاربات النظرية للإشكالات الأمنية: تحليل التحولات الأمنية في السياق العالمي.
2. التحولات الجيوسياسية في المغرب العربي: دراسة تأثير الصراعات السياسية والاقتصادية.
3. الفواعل المهددة للأمن الإقليمي: التركيز على التنظيمات غير الدولتية والتدخلات الخارجية.
4. التحديات الأمنية في الجزائر: استراتيجيات التعامل مع المخاطر الداخلية والخارجية.
تخللت هذه المحاور مداخلات علمية بارزة لدكاترة ومختصين أثرت النقاش، أبرزها، مقاربة الدكتور مخطاري عبد الرزاق حول التغيرات الأمنية الجديدة، التي وضعت الجزائر في مواجهة تحديات مستجدة على مستوى جوارها الإقليمي. في حين تناول الدكتور هدير محمد لقضايا الجيوبوليتيك من منظور شامل يعكس تعقيد الأوضاع في المنطقة. أما البروفيسور خوجة محمد فقد قدم تحليلًا عميقًا للأبعاد الهيكلية للإشكالات الأمنية وتأثيرها على استقرار المغرب العربي. وفيما يخص التحديات المشتركة في المغرب العربي، أجمع المشاركون في الملتقى على أن المنطقة تواجه تحديات أمنية معقدة تشمل النزاعات الحدودية والتهريب، وهي ظاهرة متنامية تهدد الاستقرار الإقليمي، ناهيك عن الإرهاب والجماعات المسلحة التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن الوطني لدول المنطقة، أما التدهور الاقتصادي كعامل يفاقم من هشاشة الأنظمة السياسية ويشجع على التدخلات الخارجية… إلى جانب النزاعات الحدودية، شكّل تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل عاملاً جديدًا أثّر سلبًا على العلاقات البينية في المغرب العربي، حيث وُصف المغرب من قبل دول مثل الجزائر بـ’الجار غير الموثوق’. هذا التطبيع دفع إلى تعميق الانقسامات الإقليمية وزيادة التوترات الأمنية والسياسية، ما عرقل جهود تعزيز التعاون بين دول المنطقة في مواجهة التحديات المشتركة بين المغرب وجيرانه ومناقشة هذه القضايا ضرورة لفهم أبعادها واستشراف الحلول الممكنة.
فيما يخص النتائج المنتظرة وبناء رؤية استراتيجية، صياغة توصيات عملية لصناع القرار لمواجهة التحديات الأمنية، وتعزيز التعاون الإقليمي بين دول المغرب العربي عبر استراتيجيات مشتركة، دون أن نتناسا إطلاق دراسات متخصصة تسهم في إثراء البحث العلمي حول الأمن الإقليمي.
إن هذا الملتقى الوطني حول الإشكالات الأمنية في المغرب العربي يعكس التكامل بين البحث العلمي وصنع القرار. بمخرجاته العلمية ونقاشاته العميقة، يقدم الملتقى خارطة طريق لدول المنطقة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في ظل تحديات متصاعدة.
أنيسة براهنة
نبارك ذا الملتقى.
مداخلات ماتعة ونافعة كيف لا وقد قدمها نخبة من قامات أكاديمية، وجميل جدا ان تساير الجامعة الجزائرية جل الأحداث العربية والإقليمية والدولية.
مشكورة حضرة الدكتورة على ذا المقال.