فشل مسابقة التوظيف الرقمي في بريد الجزائر
يطيح بمسؤولين كبار
أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية عن اتخاذ جملة من الإجراءات العقابية الصارمة، على خلفية الخلل التقني الذي شهده سير المنصة الرقمية الخاصة بمسابقة التوظيف على مستوى مؤسسة بريد الجزائر، ما أثار موجة غضب واحتجاج وسط المترشحين وأحدث جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بيان رسمي نشرته الوزارة على صفحتها في موقع “فيسبوك”، كشفت عن إنهاء مهام ثلاثة مسؤولين بارزين، ويتعلق الأمر بكل من المدير العام لمجتمع المعلومات، ومسؤول الأمن المعلوماتي (RSSI)، ومدير نظم المعلومات بمؤسسة بريد الجزائر.
وجاء في البيان أن هذه القرارات تأتي بعد “الخلل التقني الذي مسّ المنصة الرقمية لاجتياز امتحان التوظيف”، مؤكدة على أن الوزارة قررت أيضًا تأجيل الامتحان إلى ما بعد شهادة البكالوريا، مع تسخير كل الإمكانيات التقنية واللوجستية لضمان سيرورة العملية مستقبلاً في أحسن الظروف، فضلًا عن إرسال لجنة تفتيش للتحقيق وتحديد المسؤوليات بدقة.
وأكدت الوزارة أن “هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرص على صون مبدأ المساواة بين كافة المترشحين، وضمان أقصى درجات الشفافية والمسؤولية في تسيير المنصات الرقمية العمومية”، مشددة على أن “أي تقصير يمس مصداقية الدولة أو حقوق المواطنين لن يتم التساهل معه”.
وقد تداولت وسائل الإعلام الوطنية الخبر بشكل واسع، حيث عنون موقع “سبق برس” تغطيته للحدث بـ: “فشل مسابقة التوظيف الرقمي في بريد الجزائر يطيح بمسؤولين كبار”، في إشارة إلى حجم الصدمة التي خلفها تعطل منصة التوظيف في واحدة من أكبر المؤسسات العمومية في البلاد.
وسارعت فئات واسعة من الشباب المترشحين إلى التعبير عن استيائهم، مؤكدين أن الحادثة ضربت ثقتهم في نزاهة وشفافية المسابقات الإدارية، رغم وعود الرقمنة التي تبنتها الدولة في السنوات الأخيرة لتقليص البيروقراطية وتعزيز تكافؤ الفرص.
ويأتي هذا الحدث في وقت تسعى فيه الحكومة الجزائرية إلى تعزيز منظومة الرقمنة ومحو آثار التسيير التقليدي، ما يجعل هذه الحادثة بمثابة جرس إنذار حول تحديات تسيير المنصات الرقمية وضرورة توفير الكفاءات التقنية وضمان مراقبة صارمة لها.
