آخر الأخباردوليا
أخر الأخبار

غانا تعيد الاعتبار لنكروما

21 سبتمبر يومًا مؤسسًا وحيدًا في الذاكرة الوطنية

Spread the love

أقرّ البرلمان الغاني، يوم الأربعاء 25 يونيو، مشروع قانون يُعيد اعتماد يوم 21 سبتمبر كاليوم الوطني الوحيد لتأسيس الجمهورية، في خطوة رمزية تُعيد تسليط الضوء على الإرث التاريخي والسياسي لأول رئيس للبلاد، كوامي نكروما، أحد أبرز رموز التحرر الإفريقي.

ويُلغي هذا القرار التعديل الذي أُدخل عام 2019 في عهد الرئيس السابق نانا أكوفو-أدو، والذي كان قد نقل الاحتفال إلى 4 أغسطس، بحجة إبراز أدوار شخصيات أخرى ساهمت في مسيرة الاستقلال التي تُوّجت سنة 1957.

اختيار 21 سبتمبر، وهو تاريخ ميلاد نكروما، يكتسي رمزية خاصة، إذ يمثل تتويجًا لنضال الزعيم الذي قاد غانا لتصبح أول دولة إفريقية جنوب الصحراء تتحرر من الاستعمار البريطاني، كما يُعد من أبرز منظّري حركة الوحدة الإفريقية ومؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية.

وخلال عرضه لمشروع القانون أمام النواب، أوضح وزير الثقافة والذاكرة التاريخية أن “هذا القرار يهدف إلى استعادة الانسجام في السرد الوطني، والاعتراف الكامل بالدور المحوري الذي اضطلع به الأب المؤسس للأمة الغانية.”

ظل موضوع “يوم التأسيس” موضع نقاش حاد داخل الساحة السياسية والأوساط الأكاديمية في غانا. وقد دافع الرئيس السابق أكوفو-أدو عن تحويل الاحتفال إلى 4 أغسطس تكريمًا للجهود الجماعية، خصوصًا من قبل أعضاء “اتحاد ساحل الذهب المتحد” (UGCC) وغيرهم من رموز النضال الوطني.

لكن منتقدي هذا التوجه اعتبروه محاولة لتقليص حجم تأثير نكروما، الزعيم الذي شكّل علامة فارقة في مسار السيادة الإفريقية الحديثة، وأيقونة للكرامة والوحدة القارية.

قرار البرلمان الغاني يحمل دلالات تتجاوز الإطار الوطني، في وقت تتجه فيه العديد من الدول الإفريقية نحو إعادة قراءة تاريخها وتحقيق المصالحة مع ماضيها ما بعد الاستعمار. ومن شأن إعادة الاعتبار لرمزية 21 سبتمبر أن تُعيد إحياء الاهتمام بفكر نكروما، خاصة في أوساط الجيل الإفريقي الجديد.

فدعواته المتكررة إلى وحدة القارة، واستقلالها الاقتصادي، وتحررها التام من التبعية، تظل ذات صلة وثيقة بالتحديات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى