وجّه السيد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، رسالة تعزية خالصة إلى عائلة المجاهد الراحل الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال والفكر، مجسداً أحد الرموز الوطنية التي ساهمت في بناء الجزائر المستقلة.
وجاء في نص التعزية أنّ الجزائر فقدت اليوم أحد كواكبها المضيئة، التي أنارت لشعبها درب الحرية والانعتاق، مضيفاً:
> “أقمس اليوم في سماء الجزائر المنتصرة واحتجب كوكبٌ من كواكبها التي أنارت لشعبها درب الحرية والانعتاق، الوزير والمستشار السابق، رئيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إبّان حرب التحرير، المناضل والمجاهد والمثقف الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، نجل الشيخ العلاّمة البشير الإبراهيمي، الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى، أكرم الرحيم الرحمن مثواهما في جنات الخلد والمأوى.
واستحضر رئيس مجلس الأمة في رسالته مناقب الفقيد، مشيراً إلى أنه كان من طينة الرجال الذين نذروا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عن استقلاله وهويته، حيث تقلّد مناصب رفيعة بعد الاستقلال، وشارك في مسيرة بناء الدولة الوطنية بروح المسؤولية والحكمة.
وأضاف ناصري أن الفقيد جسد مثلاً في الصبر والتفاني والنزاهة الفكرية والسياسية، مذكّراً بأنه اعتُقل عام 1957 من طرف الاستعمار الفرنسي حين كان رئيساً للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وقضى خمس سنوات في السجون، قبل أن يواصل نضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني بعد الاستقلال.
وفي ختام رسالته، عبّر رئيس مجلس الأمة عن بالغ تأثره قائلاً:
“وأمام هذه اللحظات الموجعة، وقد غلب عليّ الأسى والحزن، أتقدم إليكم أنتم بنيه وأهله وذويه البررة، باسم أعضاء مجلس الأمة وأصالة عن نفسي، ومن خلالكم إلى الأسرة المجاهدة ورفاق دربه جميعاً، بخالص العزاء وأحر مشاعر المواساة، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويتقبله في عداد الصُلحاء من عباده، ويجزيه الجزاء الأجدى عمّا وهبه لوطنه، وأن يُسكن أفئدتنا المكلومة؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
رحم الله الفقيد المجاهد أحمد طالب الإبراهيمي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
