بعبق الأصالة الجزائرية… سفيرة الجزائر تشرف الوطن أمام ملك النرويج
أوسلو – تقارير خاصة
في لحظة رمزية حملت الكثير من الدلالة، خطفت السفيرة الجزائرية فريال ريمة بيوسفي إغيل الأضواء خلال تقديم أوراق اعتمادها إلى ملك النرويج هارالد الخامس، حيث اختارت أن تمثل الجزائر بلباسها التقليدي الأصيل، في مشهد لقي إشادة واسعة واعتُبر تجسيدًا راقيًا للدبلوماسية الثقافية.
ففي القصر الملكي بالعاصمة النرويجية أوسلو، ظهرت السفيرة الجزائرية مرتدية زياً تقليديًا أنيقًا يعكس ثراء التراث الوطني، مؤكدة من خلاله على أن الهوية الثقافية ليست عبئًا على الحداثة، بل رافعة حضارية تعزز الحضور الدبلوماسي وتمنحه بعدًا إنسانيًا ووجدانياً.
رسالة أعمق من مجرد مظهر
لم يكن الظهور اللافت للسفيرة مجرّد خيار شخصي في اللباس، بل رسالة سياسية ناعمة تؤكد اعتزاز الجزائر بثقافتها وهويتها، في وقت أصبح فيه الخطاب الدبلوماسي يولي أهمية كبرى للرمزية والبعد الثقافي كأدوات للتواصل الفعال وبناء الصورة الدولية.
وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الصورة بكثير من الفخر، حيث رأى فيها المتابعون نموذجًا مشرّفًا للدبلوماسية النسوية الجزائرية، وقدرتها على الجمع بين التمثيل الرسمي والاعتزاز بالجذور.
تجسيد للدبلوماسية الثقافية
الخطوة التي قامت بها السفيرة تدخل في إطار توجه متنامٍ للدبلوماسية الجزائرية نحو تفعيل “القوة الناعمة”، عبر إبراز التنوع الثقافي الجزائري كأداة للتقارب وبناء العلاقات مع الشعوب والدول، خاصة في فضاءات تحترم التعددية وتثمّن الرموز التراثية كالنرويج.
وتُعد فريال ريمة بيوسفي من الكفاءات النسوية اللامعة في السلك الدبلوماسي، وتحمل في جعبتها تجربة واسعة تؤهلها للعب أدوار محورية في تعزيز العلاقات الجزائرية–النرويجية، خصوصًا في مجالات الطاقة، والبيئة، والتعليم العالي.
ارتداء التاريخ في حضرة الملوك
الظهور المميز للسفيرة يعيد إلى الواجهة أهمية ارتداء الدبلوماسيين الجزائريين للأزياء التقليدية في المناسبات الرسمية الدولية، كوسيلة لإبراز هوية الجزائر والانفتاح على العالم من موقع الأصالة، لا الذوبان.
وقد عبّر كثير من الجزائريين عن فخرهم بهذه الخطوة، متمنين أن تتحول إلى تقليد رسمي يعكس روح الجزائر المتجذرة في تاريخها، والمنفتحة على مستقبلها.
