
بنسولة نائبة للعدالة الإفريقية
في إنجاز جديد يعزّز حضور الجزائر في المحافل القضائية القارية، انتُخبت القاضية الجزائرية شفيقة بنسولة نائبة لرئيس المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، وذلك خلال اليوم الافتتاحي لأشغال الدورة العادية الـ77 للمحكمة، المنعقدة بمدينة أروشا التنزانية. وتمتد ولايتها من عام 2025 إلى عام 2027.
تأتي هذه الانتخابات في سياق تجديد تركيبة مكتب المحكمة، خلفًا للرئيسة المنتهية ولايتها إيماني داود عبود من تنزانيا، ونائبها المالي موديبو ساكو، عقب استكمالهما فترة أربع سنوات من العمل. وقد جرى الانتخاب وفقًا للمادة 21 من البروتوكول الملحق بالميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، المُنشئ للمحكمة.
اختيرت بنسولة بالإجماع من قبل زملائها القضاة، في لحظة فارقة تتخللها فعاليات قضائية مكثفة على مدار شهر يونيو. ويُنظر إلى انتخابها كرسالة ثقة وتقدير لمسيرتها المهنية، التي اتسمت بالكفاءة والنزاهة والتفاني في الدفاع عن الحقوق الأساسية لشعوب القارة.
تمتلك بنسولة مسيرة حافلة في القضاء، وهي الآن في عهدتها الثانية داخل المحكمة، بعدما أعيد انتخابها في فبراير 2023 من قبل المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لولاية تمتد حتى عام 2030. وقد كانت أول مرة انتُخبت فيها سنة 2017 خلال القمة الثامنة والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.
ويُعد فوزها بهذا المنصب الرفيع تتويجًا لمكانة الجزائر القانونية على الصعيد القاري، وترجمةً للثقة الإفريقية المتزايدة في الكفاءات الجزائرية داخل مؤسسات صنع القرار الحقوقي.
دبلوماسية جزائرية بانتماء إفريقي أصيل
بعيدًا عن الجوانب الشخصية، فإن انتخاب بنسولة يعكس الحضور المتنامي للجزائر في الملفات الإفريقية المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث تعمل الجزائر، منذ سنوات، على ترسيخ مقاربات مبنية على مبادئ العدالة والكرامة والمساواة، كما نصّ عليها ميثاق 1981 الإفريقي، والوثيقة التأسيسية للاتحاد الإفريقي.
المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، ومقرّها أروشا، أنشئت لدعم مهام اللجنة الإفريقية المعنية بالحقوق، وتتألف من أحد عشر قاضيًا منتخبين بصفتهم الفردية، لفترة قابلة للتجديد مرة واحدة، وتُختار أسماؤهم من بين شخصيات قانونية مشهود لها بالنزاهة والخبرة.
وسيكون على المكتب الجديد للمحكمة، خلال العامين القادمين، مسؤولية قيادة هذه الهيئة في مرحلة دقيقة تتزايد فيها تحديات القارة على صعيد النزاعات الحقوقية، وتُراهن فيها إفريقيا على استقلالية قضائها وفاعلية مؤسساتها.
ف. ب