
في مشهد سيُضاف دون شك إلى أرشيف البكائيات الدبلوماسية، ظهر وزير الخارجية الفرنسي متأثرًا حدّ الذوبان وهو يصف قرار الجزائر بتجميد امتيازات جوازات سفرهم الدبلوماسية بأنه “قاسٍ جدًا”. مصادر من خلف الستار تؤكد أنه شوهد يمسح دموعه بمنديل مطرّز بعلم الاتحاد الأوروبي، مرددًا: “لم نكن نعتقد أن الجزائر سترد فعلاً… كنا نلعب فقط!”
الجزائر، وبنبرة لا تقبل التأشيرة المجاملة، قالت ببساطة: “إذا كانت باريس تريد لعب دور الإمبراطورية، فلتأخذ تأشيرتها من بوابة الانتظار مثل الجميع”.
وبهذا، حوّلت الجزائر الجواز الدبلوماسي الفرنسي من “فيزا سحرية” إلى وثيقة لا تصلح إلا لحجز طاولة في مقهى وسط باريس.
الواقعة بدأت حين قررت فرنسا من طرف واحد تقليص امتيازات الدبلوماسيين الجزائريين، في خطوة وصفها أحد المتابعين بـ”الدبلوماسية على طريقة الباغيت”: صلبة من الخارج، فارغة من الداخل.
لكن الجزائر، التي تعبت من تقديم الزيت والسكر مقابل احتقار التأشيرات، ردّت بلغة الحزم: “المعاملة بالمثل… واللي ما عجبوش يشرب من نهر السين”.
وبالفعل، عاد بعض الدبلوماسيين الفرنسيين من الجزائر وهم في حيرة: “هل يعقل أن يعاملونا هكذا؟ نحن فرنسا!”. والجواب جاءهم من مطار هواري بومدين: “نحن الجزائر، يا حضرة الدوق!”
في باريس، توالت النكبات:
وزارة الخارجية تعقد جلسة طوارئ عاجلة تحت عنوان: “من أعطى الجزائر الجرأة؟”
الإعلام الفرنسي يخصص ساعات للبكاء التحليلي.
محللون يقترحون إرسال ماكرون لطلب الصفح، وآخرون يقترحون فقط إغلاق الفم والاعتذار.
خلاصة المشهد؟
الجزائر قالتها بلغة نابعة من زمن بومدين وبصوت تبون:
“لا امتياز لمن لا يحترمنا… وسنقطع الخيط الذي كانت فرنسا تتدلى به على رقابنا.”
وهكذا، عاد الجواز الدبلوماسي الفرنسي ليركن بجانب الجواز الغيني والبنيني في قوائم الانتظار.
وإذا ما قرر الوزير الفرنسي زيارة الجزائر قريبًا، فننصحه بجلب صور شمسية، شهادة ميلاد، وتذكرة ذهاب فقط.
الزئبق الأزرق
تجسيد لمبدأ السيادة والمعاملة بالمثل الموضوع يعكس تمسك الجزائر بسيادتها الوطنية ورفضها لأي تعامل فوقي من أي دولة، مهما كانت مكانتها.
الرد الجزائري الحازم على تقليص امتيازات دبلوماسييها يعكس التزاما بمبدأ المعاملة بالمثل الذي يعتبر من ركائز العلاقات الدولية المتوازنة، ويعزز صورة الجزائر كدولة ذات قرار مستقل لا تقبل الإملاءات.
الجزائر الجديدة مستعدة لفرض قواعد الاحترام المتبادل، حتى لو كان ذلك على حساب امتيازات تاريخية اعتاد عليها البعض.
هذا التوجه يحسب للدبلوماسية الجزائرية التي بدأت تخرج من موقف الدفاع إلى موقف الفعل.