
الأونروا: المجاعة تُستخدم كسلاح حرب في غزة
بلغت الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مستوى غير مسبوق، وسط تحذيرات صادمة أطلقها المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليبو لازاريني، الذي اتّهم الكيان الصهيوني بتحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة حرب ضد المدنيين المحاصرين.
وفي مقابلة مع شبكة “بي بي سي” البريطانية، ندد لازاريني بما وصفه بـ”تسييس وتوظيف المساعدات الإنسانية”، مشيراً إلى رفض الاحتلال المستمر إدخال الغذاء إلى سكان غزة الذين يعانون تحت الحصار الخانق.
وقال المفوض الأممي: “المجاعة تنتشر، الناس مرهقون وجائعون… وإذا استمر منع المساعدات، فإنهم لن يموتوا بفعل القصف، بل بسبب الجوع”، في تحذير ينذر بكارثة وشيكة.
ومنذ 2 مارس، يفرض الاحتلال حصارًا مطبقًا يمنع دخول أي شكل من أشكال الدعم الإنساني، ما أدى إلى دفع أكثر من مليوني فلسطيني نحو هاوية غير مسبوقة من المعاناة.
لازاريني عبّر عن عجزه عن وصف حجم المأساة بقوله: “أعجز عن إيجاد الكلمات لوصف البؤس والمأساة التي تعصف بسكان غزة”، داعياً العالم إلى الاطلاع على تقارير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (IPC) لفهم حجم الكارثة.
وبحسب آخر تقارير الـIPC، فإن سكان غزة بأكملهم يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، مع تصنيف أكثر من 470 ألف شخص، أي ما يعادل 22% من السكان، في “المرحلة الخامسة – الكارثة”، وهي المرحلة الأكثر خطورة التي تشير إلى أن واحدًا من كل خمسة أسر يواجه مجاعة حقيقية.
ويُعد الأطفال والأمهات من أكثر الفئات تضررًا؛ إذ يُقدّر التقرير حاجة 71 ألف طفل و17 ألف أم لعلاج فوري من سوء التغذية الحاد.
“المجاعة أصبحت تُستخدم كسلاح حرب”، بهذه العبارة القاسية ختم لازاريني تحذيره، في وقت تتواصل فيه العراقيل أمام دخول المساعدات، وسط صمت دولي يخشى المراقبون أن يقود إلى انهيار إنساني كامل ما لم يتم التحرك العاجل.
ف. بن طيب
ترجمة أنيسة براهنة