آخر الأخبارالرئيسيةدوليامتفرقاتمجتمعمحلياتوطنيايحدث اليوم
أخر الأخبار

الجزائر في عهد تبون

تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية والعربية

Spread the love

الجزائر في عهد تبون
تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية والعربية

منذ تولي عبد المجيد تبون رئاسة الجزائر في ديسمبر 2019، حرصت الحكومة الجزائرية على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع دول المنطقة العربية والإفريقية، في سياق سعيها لتوسيع دائرة تأثيرها الإقليمي والدولي. في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها الجزائر، ارتكزت السياسة الخارجية على إعادة بناء العلاقات مع الشركاء التقليديين وتعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن، الاقتصاد، والثقافة.

العلاقات الجزائرية مع الدول الإفريقية

لطالما كانت إفريقيا حجر الزاوية في السياسة الخارجية الجزائرية. فالعلاقات مع دول القارة السمراء، التي تنتمي إليها الجزائر ثقافيًا وتاريخيًا، تميزت بطابعها الاستراتيجي. خلال فترة حكم تبون، كانت إفريقيا حاضرة بقوة في أولويات السياسة الخارجية الجزائرية، حيث عملت الجزائر على تعزيز مكانتها داخل الاتحاد الإفريقي وتحقيق أهدافها في إطار التعاون الجنوب-جنوب.

تعزيز دور الجزائر في الاتحاد الإفريقي

عملت الجزائر على تعزيز دورها في الاتحاد الإفريقي، المنظمة القارية التي تعنى بمصالح دول القارة. الجزائر، التي تعد من الدول المؤسسة للاتحاد، تسعى لتكثيف مشاركتها في القرارات الاستراتيجية التي تخص الأمن والتنمية في إفريقيا. في هذا السياق، لعبت الجزائر دورًا بارزًا في حل النزاعات الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل والصحراء. فقد أسهمت الجزائر في مفاوضات السلام بين الأطراف المتنازعة في مالي، ووقفت بجانب مساعي التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات في ليبيا والصومال.

دور الجزائر في مكافحة الإرهاب في إفريقيا

تعتبر مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي أحد أبرز الملفات التي تولي الجزائر اهتمامًا خاصًا بها. الجزائر تعمل على تعزيز التعاون مع دول المنطقة في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.. خصوصًا في ظل تهديدات الجماعات المتطرفة. من خلال المنتدى الإفريقي لمكافحة الإرهاب.. تسعى الجزائر إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز التنسيق الأمني بين الدول الإفريقية لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد استقرار القارة.

علاوة على ذلك، تدعم الجزائر مبادرة الاتحاد الإفريقي لتطوير القدرات العسكرية والأمنية للبلدان الإفريقية لمواجهة التحديات الأمنية. في هذا السياق، أظهرت الجزائر استعدادها لتقديم الدعم الفني والتدريبي لقوات الأمن في العديد من دول القارة.

الجزائر والتعاون الاقتصادي الإفريقي

على صعيد الاقتصاد، كان تبون حريصًا على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية.. خاصة من خلال مشاريع البنية التحتية والطاقة. الجزائر التي تمتلك موارد طاقوية ضخمة.. تسعى لتوسيع دورها كمصدر للطاقة إلى أسواق إفريقيا.. خاصة في مجالات الغاز والنفط. بالإضافة إلى ذلك.. تدفع الجزائر في إطار الاتحاد الإفريقي نحو تحرير التجارة البينية الإفريقية عبر منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، بهدف تسهيل حركة السلع والخدمات بين الدول الإفريقية.

العلاقات الجزائرية مع الدول العربية

على المستوى العربي.. تعتبر الجزائر من الدول الرائدة في منظمة جامعة الدول العربية.. وقد عمل تبون على تعزيز علاقات الجزائر مع الدول العربية في إطار التعاون السياسي والاقتصادي.

الجزائر والموقف من قضايا العالم العربي

موقف الجزائر من قضايا العالم العربي ظل ثابتًا في الدفاع عن قضايا العدل والمساواة في المنطقة. الجزائر التي عرفت تاريخيًا بمواقفها الرافضة للاستعمار والداعمة للقضية الفلسطينية.. استمرت في موقفها الثابت في هذا السياق. كما كانت الجزائر واحدة من الدول التي دعت إلى حلول سلمية للأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن.

تبون، الذي جاء بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي في الجزائر.. أكد في العديد من تصريحاته على الاستمرار في دعم الحلول السلمية والتنسيق العربي لتسوية النزاعات في المنطقة بعيدًا عن التدخلات الأجنبية. الجزائر أصبحت من الدول المؤثرة في محافل جامعة الدول العربية.. حيث دعا تبون إلى إصلاح المنظمة بما يتماشى مع التحديات الجديدة.

تعزيز التعاون الاقتصادي العربي

إضافة إلى البعد السياسي.. ركز تبون على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول العربية.. خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة. وفي هذا السياق، تسعى الجزائر إلى تعزيز التكامل الاقتصادي العربي، بما يشمل تطوير مشروعات مشتركة في مجال البنية التحتية، والصناعات المشتركة، وتحقيق الأمن الغذائي من خلال التعاون مع الدول العربية المنتجة للغذاء. كما قامت الجزائر بتوسيع شراكاتها الاقتصادية مع الدول العربية الكبرى مثل السعودية والإمارات ومصر.

في ذات الإطار.. تم العمل على زيادة التبادلات التجارية بين الجزائر والدول العربية، وتعزيز الاستثمارات العربية في الجزائر، خصوصًا في قطاع الطاقة والبترول، وهو ما يعكس رغبة الجزائر في الاستفادة من التعاون العربي المشترك لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

الجزائر والتكامل العربي في مجال الأمن

من بين الملفات الأمنية التي كانت محور اهتمام الجزائر في علاقتها مع الدول العربية، ملف الأمن الإقليمي. الجزائر، التي تشترك في حدود طويلة مع دول مثل ليبيا وتونس والمغرب، تسعى إلى تعزيز التنسيق الأمني العربي لمواجهة التحديات الأمنية، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية. الجزائر تلعب دورًا محوريًا في مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا، حيث تسعى إلى بناء استراتيجية أمنية عربية موحدة.

الفرص والتحديات أمام الجزائر في علاقاتها العربية والإفريقية

رغم هذه الإنجازات، تواجه الجزائر عدة تحديات في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية والإفريقية، أبرزها:

1. التنافس الإقليمي: تبرز في بعض الأحيان المنافسة الإقليمية مع دول أخرى في شمال إفريقيا أو منطقة الصحراء الكبرى، مثل المغرب، وهو ما قد يؤثر على التعاون بين الجزائر وبعض الدول العربية.

2. التحديات الاقتصادية: الجزائر تواجه تحديات اقتصادية داخلية، حيث تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط والغاز، مما يضعها أمام تحديات لتحفيز الاستثمار والتنمية في سياق عالمي يتجه نحو التحول نحو الطاقة المتجددة.

3. التحديات الأمنية في الساحل والصحراء: لا يزال الوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي يشكل تحديًا كبيرًا.. رغم الجهود المبذولة من الجزائر للتعاون مع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، عملت الجزائر على تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية والعربية من خلال عدة محاور رئيسية: الأمن، الاقتصاد، والثقافة. فقد سعت الجزائر إلى إعادة تأكيد دورها الريادي في الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، واستمرت في الدفاع عن القضايا المصيرية للعالم العربي وإفريقيا. ورغم التحديات الإقليمية والدولية، تبقى الجزائر لاعبًا رئيسيًا في الاستقرار الأمني والتعاون الاقتصادي في المنطقة، حيث تسعى إلى تعزيز التكامل العربي والإفريقي وتوسيع آفاق الشراكات الدولية بما يخدم مصالحها الوطنية.

أنيسة براهنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى