
في سياق الاحتفالات المخلدة للذكرى الثالثة والستين (63) لعيد الاستقلال المجيد، وتحت شعار “جزائرُنا.. إرثُ الشهداء ومجدُ الأوفياء”، شهد مقر وزارة المجاهدين وذوي الحقوق مساء اليوم، محطة مفصلية في مسار رقمنة التاريخ الوطني، من خلال إطلاق مشروعين رقميين استراتيجيين يستهدفان ترسيخ الذاكرة الوطنية في وجدان الأجيال الصاعدة.
لعبة إلكترونية تربوية لإحياء القيم الثورية
أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، على تقديم عرض تفصيلي حول مشروع لعبة إلكترونية تربوية تاريخية موجهة لفئة الشباب والناشئة.
ويُعدّ هذا المشروع الأول من نوعه في الجزائر من حيث المزج بين الترفيه الرقمي والمضامين التاريخية، إذ يهدف إلى غرس قيم ثورة نوفمبر الخالدة بطريقة تفاعلية تتماشى مع التحولات التكنولوجية وخصوصيات الجيل الرقمي.
وتم تطوير هذه اللعبة بتصور يراعي الجانب التربوي والتعليمي، ويتيح للمستخدمين خوض تجارب افتراضية مستوحاة من بطولات المجاهدين، في إطار يجمع بين الترفيه والمعرفة، ويحفّز روح الانتماء والاعتزاز الوطني.
إطلاق بوابة إلكترونية للمواقع التاريخية: “Géo-heritage”
وفي ذات المناسبة، أعلن الوزير عن الإطلاق الرسمي للبوابة الرقمية للمواقع والمعالم التاريخية لثورة التحرير الوطني، تحت اسم “Géo-heritage”، التي تمثل نقلة نوعية في جهود رقمنة الذاكرة التاريخية.
وتتيح هذه البوابة التفاعلية للمواطنين، ولا سيما المهتمين بالتاريخ والسياحة الثقافية، إمكانية استكشاف أهم مواقع الذاكرة الوطنية من خلال خرائط رقمية ومحتوى موثق وشامل، مما يسهم في نشر الثقافة التاريخية وتوسيع دائرة الوعي بتاريخ الثورة التحريرية.
رقمنة التاريخ في خدمة الهوية الوطنية
ويأتي إطلاق هذين المشروعين في إطار الاستراتيجية المتكاملة التي تنتهجها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة تعزيز الذاكرة الوطنية وتيسير وصول الأجيال الجديدة إليها عبر أدوات تكنولوجية حديثة.
كما تهدف الوزارة من خلال هذه المبادرات إلى توظيف قدرات الشباب وطاقاتهم الإبداعية في إطار المؤسسات الناشئة، وتقديم منتجات رقمية تفاعلية تخدم التاريخ الوطني، وتكرّس قيم الوفاء والتضحية التي صنعت مجد الجزائر.
مستقبل رقمي للذاكرة الجزائرية
تشكل هذه الخطوة إضافة نوعية لمسار رقمنة المادة التاريخية، وتفتح آفاقًا واسعة أمام تطوير وسائل تعليمية مبتكرة تواكب روح العصر، وتدفع الشباب نحو التفاعل الإيجابي مع تاريخه وهويته.
وبينما تحتفل الجزائر بستة عقود وثلاث سنوات من الاستقلال، فإنها تبرهن من جديد على أن الوفاء للشهداء لا يكون فقط بالاحتفاء الرمزي، بل بتجديد العهد مع التاريخ بأساليب حديثة تضمن استمراريته



