
شهدت المدرسة الوطنية للإدارة بالجزائر العاصمة انعقاد الجمعية العامة الرسمية الرابعة للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، في أجواء احتفالية مميزة تزامنت مع الذكرى العاشرة لتأسيسها، وذلك بحضور كوكبة من العلماء والباحثين وأعضاء الأكاديمية، إلى جانب شخصيات أكاديمية ووطنية بارزة.
عقد من العمل العلمي والتكنولوجي
جاءت هذه الطبعة لتتوج عشر سنوات من النشاط المتواصل الذي اضطلعت به الأكاديمية منذ إنشائها، حيث تمكنت من ترسيخ مكانتها كمؤسسة علمية وطنية رائدة، تسعى إلى مواكبة المستجدات العلمية والتكنولوجية، وإبداء الرأي وتقديم التوصيات في القضايا الاستراتيجية المرتبطة بمستقبل الجزائر.
وقد شكل “يوم العلم” لهذا العام محطة بارزة للتعريف بدور الأكاديمية في الوسطين المدرسي والجامعي، من خلال مبادرة نوعية تمثلت في تنظيم تظاهرة “نظرات متقاطعة بين تلاميذ الثانويات والأكاديميين”، وهو ما يعكس رغبة المؤسسة في ربط جسور تواصل مباشر مع الأجيال الصاعدة، وإلهامهم بروح البحث العلمي والابتكار.
برنامج حافل بالمحاضرات والأنشطة
تضمن برنامج الجمعية العامة سلسلة من الكلمات الافتتاحية، أبرزها كلمة السيد المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة، وكلمة رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات الأستاذ محمد هشام غارة، إضافة إلى عرض مفصل لنشاطات الأكاديمية خلال الفترة 2024-2025.
وعرف اليوم العلمي تقديم محاضرات نوعية، منها:
“الكيمياء وتقنية النانو: مسار أحد العلوم الاصطناعية مستقبل واعد”، التي ألقاها الأستاذ غازي بن بوسكو، بحضور ثلة من الخبراء.
“الحركة البراونية: جسر بين الفيزياء والبيولوجيا والتمويل”، من تقديم الأستاذ إبراهيم مرزوقي، والتي عكست تقاطعات العلم بين الفيزياء والعلوم التطبيقية.
“حول مساهمة الرياضيات في التكنولوجيات الحديثة”، وهي مداخلة سلطت الضوء على الدور المحوري للرياضيات في تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.
كما تخلل البرنامج تكريم عدد من الباحثين، وعرض التقرير السنوي للأنشطة العلمية والتكنولوجية.
محطات بارزة لعام 2024
إلى جانب المحاضرات، تميز العام العلمي بحدث بارز تمثل في استكمال عملية قبول أعضاء جدد دائمين ومنتسبين في الأكاديمية، وهي العملية الأولى من نوعها منذ تأسيسها. كما أطلقت الأكاديمية أربع جوائز علمية متخصصة حول مواضيع استراتيجية هي: الذكاء الاصطناعي، الأمن الغذائي، التخطيط العمراني والمخاطر الكبرى، الكيمياء والبيئة.
هذه المبادرة الطموحة جاءت لتعكس حرص الأكاديمية على تكريس ثقافة التميز والاعتراف بالجهود البحثية المبدعة، فضلاً عن تعزيز مكانة الجزائر في الساحة العلمية الإقليمية والدولية.
رؤية استراتيجية 2026
أكدت الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات التزامها بمواصلة العمل وفق برنامج طموح يمتد إلى آفاق 2026، يهدف إلى بناء مؤسسة علمية وطنية متينة تساهم في توجيه القرارات الكبرى للبلاد في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وفي هذا السياق، شدد القائمون على الأكاديمية على أهمية إدماج التكنولوجيات الحديثة في الاقتصاد الوطني، ودعم الكفاءات العلمية الشابة، وبناء جسور تعاون مع المراكز البحثية العالمية، بما يجعل الجزائر في موقع الريادة العلمية على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربي.
لقد شكلت الجمعية العامة الرابعة للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات حدثاً علمياً بامتياز، لم يكن مجرد محطة تنظيمية، بل مناسبة لتجديد العهد مع البحث العلمي والابتكار، وتأكيد العزم على جعل الأكاديمية صرحاً وطنياً يواكب التحولات العالمية، ويساهم في بناء مستقبل الجزائر العلمي والتكنولوجي.
سالي




