آخر الأخبارالرئيسيةدولياغير مصنفمتفرقاتمحلياتوطنيايحدث اليوم

إفريقيا ليست قارة مريضة بأبنائها …

Spread the love

إفريقيا ليست قارة مريضة بأبنائها. بل إنها قارة حافلة بالطاقات والقدرات، حيث تشير الملاحظات العالمية إلى مستوى عالٍ من الوعي لديهم. في عالمنا متعدد الأقطاب، بات الأفارقة شركاء أساسيين في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا. توجد إمكانات في جميع مجالات النشاط. ويفخرنا أن يكون أفارقة يساهمون في ازدهار الدول المتقدمة. وتشهد مراكز التميز المنتشرة في العالم على دور أبنائنا المحوري. وقد حظينا بتقدير الأقران، ومهمتنا القادمة هي البناء على هذا الإنجاز. يشهد وجودهم المتميز في أعرق الجامعات العالمية، مثل MIT وأكسفورد وهارفارد، فجامعات مثل MIT وأكسفورد وهارفارد ومعهد باستور الفرنسي وCERN وHEC ونـاسا والمراكز الطبية الجامعية الكبرى … هي وجهات لأبرز مثقفينا الذين يحصدون الجوائز على أبحاثهم ويحتلون مراكز عليا. إن إنجازات أبنائنا في هذه المؤسسات العريقة تلهمنا لبناء مستقبل أفضل لقارتنا، والاستثمار في طاقات شبابنا.

1 – الثورة التعليمية:

حان الوقت لإجراء مراجعة شاملة لسياساتنا التعليمية، فبينما حققنا إنجازات كبيرة، إلا أننا فقدنا جزءًا كبيرًا من نخبتنا العلمية. إن التنمية المستدامة تتطلب منا بناء منظومة تعليمية متكاملة، تشمل مراكز بحث متطورة وجامعات عالمية المستوى. يجب أن نعمل على استعادة عقولنا المهاجرة من خلال توفير بيئة جاذبة للباحثين والمعلمين. ولتحقيق ذلك، يجب أن نستثمر بشكل كبير في تطوير البنية التحتية التعليمية، وتوفير الدعم المادي والتقني اللازم، وإطلاق مبادرات مبتكرة لتعزيز دور المعلم.

إننا مدعوون اليوم إلى إطلاق ثورة تعليمية حقيقية، تهدف إلى بناء جيل جديد من العلماء والمفكرين القادرين على دفع عجلة التنمية في بلادنا

2 – مراكز التميز:

إن إنشاء مراكز التميز هو استثمار استراتيجي في المستقبل، إذ يوفر بيئة محفزة للإبداع والابتكار. لضمان نجاح هذه المراكز، يجب توفير مجموعة من العوامل الجاذبة للباحثين والمفكرين، من بينها:

  • توفير بنية تحتية متكاملة تشمل سكنًا مريحًا، ووسائل نقل فعالة، ومرافق بحثية متطورة.
  • الاعتراف بالدور الريادي للمفكرين من خلال تقديم دعم مادي ومعنوي مستدام، وتوفير بيئة عمل تحفز على الإنتاجية.
  • إنشاء مدن جامعية ذكية توفر بيئة تعليمية وبحثية متكاملة، وتشجع التعاون بين الأكاديميين والصناعة.
  • تجهيز المراكز بأحدث التقنيات لتمكين الباحثين من إجراء أبحاث متقدمة على مستوى عالمي.
  • بناء مجتمعات علمية ديناميكية من خلال توفير فرص للتطوير المهني، والتواصل مع الزملاء في مختلف التخصصات، وتعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

إفريقيا ليست قارة مريضة بأبنائها …

3- التنمية المستدامة:

تتطلب التنمية المستدامة، التي باتت ضرورة ملحة لكل دولة، استثمارات ضخمة ووقتًا كافيًا لتحقيق أهدافها. وفي ظل التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية، يصبح من الضروري تسريع وتيرة التنمية. لذلك، سوف نقترح إنشاء مراكز جذب للاستثمار في الدول الأفريقية التي تتمتع ببيئة استثمارية جاذبة.

ستعتمد عملية اختيار هذه الدول على مجموعة من المعايير، من بينها:

  • وجود قاعدة صلبة من الموارد البشرية والمالية.
  • توافر بنية تحتية متطورة تدعم النشاط الاقتصادي.
  • التزام حقيقي بتعزيز البحث العلمي والابتكار في مجالات التنمية المستدامة.

كما يجب أن تستند تقييمات أداء هذه الدول إلى تحليل شامل يسلط الضوء على:

  • نقاط القوة التي تتمتع بها، مثل وجود سياسات تنموية واضحة، وبنية تحتية متطورة، ورأس مال بشري مؤهل.
  • التحديات التي تواجهها، لا سيما في مجالات التدريب المهني وتوفير التمويل اللازم لمشاريع التنمية.

هذه المقاربة الشاملة ستساهم في تحديد الدول التي تتمتع بأكبر قدرة على تحقيق التنمية المستدامة، وبالتالي دعم جهودها في هذا المجال.

4- الرؤية البعيدة :

 “عندما يضيق الأفق، تتقيد الأفكار”.

يسعى كل قائد جاهدًا من أجل ترك بصمة واضحة في مسيرة تطوير بلاده، ويدرك في الوقت ذاته أهمية الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي في تهيئة بيئة محفزة للإبداع والمعرفة. إنّ التّعليم هو البوصلة التي توجه الأمم نحو المستقبل، فهو يساهم في القضاء على الجهل والفقر والصراعات، ويعزز التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأجيال. وعندما تتضافر جهود الدول وتتكاتف رؤاها، فإنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك.

خاتمة:

كما يقول سنيكا، “لا نجد الرياح العاتية إلا إذا عرفنا وجهتنا”. فلتكن وجهتنا التنمية المستدامة من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.”

حميد بلحبيب

ترجمة: د. أنيسة براهنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى