في كلمة وُصفت بالقوية والعميقة، دعت سعادة السفيرة سلما مليكة حدادي، نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى تعزيز التكامل والتضامن داخل القارة الإفريقية في ظل التحديات العالمية المتصاعدة، وذلك خلال الجلسة العامة للجمعية السنوية الثانية والثلاثين للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (Afreximbank) المنعقدة في أبوجا.
أبرزت المسؤولة الإفريقية التصدعات التي تطال النظام العالمي، من تراجع التعددية إلى الأزمات التجارية، مروراً بالنزاعات الممتدة، والأزمات المناخية، والأمن الغذائي المهدد. ورغم ذلك، أكدت أن إفريقيا، بشبابها ومواردها وطاقتها المتجددة، لا تزال صامدة ووفية لأولوياتها الجماعية، متمسكة بمبادئ التعددية، ومدافعة عن قضايا المناخ، ومطالِبة بإصلاح منظومة التمويل العالمي.
وفي رؤيتها لمواجهة عالم متصدّع، شدّدت السفيرة حدادي على أهمية الإسراع في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، كإطار جامع يوحّد 55 دولة إفريقية تحت مظلة اقتصادية موحّدة. ودعت إلى الاستثمار في البنى التحتية وتطوير سلاسل القيمة الإقليمية، مع تمكين الشباب والنساء باعتبارهم ركائز التنمية المستدامة.
كما اعتبرت “أجندة 2063” للاتحاد الإفريقي بمثابة بوصلة استراتيجية تقود القارة نحو الازدهار والسيادة والتكامل الحقيقي.
أشادت المسؤولة الجزائرية بالدور المحوري الذي تضطلع به Afreximbank في تمويل الاقتصادات الإفريقية، من خلال آليات مبتكرة على غرار نظام الدفع والتسوية القاري (PAPSS)، ومنصة “مانسا” الخاصة بمعرفة العملاء، فضلاً عن خطوط التمويل المضادة للدورات الاقتصادية.
وختمت السفيرة حدادي بدعوة الدول الأعضاء، والمؤسسات المالية الإقليمية، والقطاع الخاص إلى الثقة في الحلول الإفريقية النابعة من داخل القارة، معتبرة أن السبيل إلى الاستقلال الاقتصادي والنهضة الإفريقية يكمن في التعويل على الذات، وتفعيل الشراكات البينية، ومراكمة الثقة في أدواتنا المؤسساتية.
ف . ب
