درون يستهدف قاعدة فلمنغو في بورتسودان

درون يستهدف قاعدة فلمنغو في بورتسودان: التصعيد يطال المعقل الآمن

الترجمة:
صباح الأربعاء، استهدفت طائرة مسيّرة قاعدة فلمنغو البحرية، الأهم في البلاد، والواقعة في بورتسودان، المدينة الساحلية الإستراتيجية التي تحوّلت إلى مقر مؤقت للحكومة السودانية. ووفقًا لمصدر عسكري، فعّلت القوات المسلحة فورًا أنظمة الدفاع الجوي للتصدي للهجوم.

يمثل هذا الاستهداف تصعيدًا خطيرًا في النزاع المستمر منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وبعد فترة من الهدوء النسبي، أصبحت بورتسودان—التي طالما اعتُبرت ملاذًا آمنًا—في مرمى الهجمات.

مدينة استراتيجية تحت الضغط

منذ الأحد، تتعرض البنية التحتية الحيوية في المدينة لضربات متكررة. وقد سُجلت يوم الثلاثاء هجمات نسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع، تسببت في أضرار بالمطار المدني—وهو الوحيد المتبقي قيد التشغيل في البلاد—إضافة إلى قاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود. ووصفت مصادر أمنية هذه الهجمات بأنها “منسقة وموجهة بدقة”.

واتهمت السلطات العسكرية قوات الدعم السريع باستخدام “أسلحة استراتيجية ومتطورة” يُعتقد أنها مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ما دفع الخرطوم إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أبوظبي يوم الثلاثاء.

أزمة إنسانية تتفاقم

وتُعد التداعيات على المدنيين كارثية. فبورتسودان، التي تشكل نقطة دخول أساسية للمساعدات الإنسانية وملاذًا لآلاف النازحين، باتت مهددة بالشلل التام. كما حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من انعكاسات خطيرة على مناطق أخرى.

في عطبرة شمال البلاد، أدى هجوم بمسيّرة نهاية أبريل إلى تدمير محطة الكهرباء، مما تسبب في انقطاع كبير للتيار الكهربائي. وقالت مارتا كاثورلا، منسقة الطوارئ في المنظمة: “ذلك يؤثر بشدة على توفر الأوكسجين في المستشفيات”. ويعاني النظام الصحي، المتهالك أساسًا، من صعوبة في الاستجابة.

الحرب تتمدد

في اليوم نفسه، وعلى بعد نحو 600 كيلومتر جنوبًا، حاولت ثلاث طائرات مسيّرة استهداف منشآت مطار كسلا، المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش والواقعة قرب الحدود الإريترية، وفق مصدر أمني.

ف. بن طيب
ترجمة أنيسة براهنة