
تفجّرت في المغرب موجة غضب واسعة عقب كشف حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) عن توقف سفينة دنماركية كانت تحمل ذخائر موجهة لجيش الاحتلال الصهيوني، ما أثار اتهامات بـ«تواطؤ النظام المغربي» مع «نظام الفصل العنصري الصهيوني»، في ظلّ العدوان المتواصل على غزة.
توقّف يثير الاستنكار
ووفق بيان صادر عن حركة BDS المغرب، فإنّ السفينة التجارية Marianne Danica التي ترفع العلم الدنماركي، رست في ميناء الدار البيضاء يوم الاثنين الماضي لمدة سبع ساعات للتزود بالوقود.
وأضاف البيان أنّ السفينة، التي رفضت سلطات الرأس الأخضر استقبالها، كانت تقلّ 18 حاوية من القذائف موجهة للجيش الصهيوني «لاستخدامها في الهجمات ضد الشعب الفلسطيني».
ورأت الحركة أن السماح لهذه السفينة بالرسو يشكّل إخلالًا خطيرًا بالتزامات المغرب الدولية، وانتهاكًا أخلاقيًا للمواقف العربية والإسلامية الرافضة لأي تسهيل لنقل الأسلحة إلى الكيان الصهيوني.
خرق للقانون الدولي والإجماع العربي
وأشارت الحركة إلى أن هذا التوقف يتنافى مع قرار محكمة العدل الدولية الذي دعا الدول إلى منع مرور أو تصدير أي أسلحة أو مواد يمكن أن تُستخدم في ارتكاب جرائم حرب.
كما أنه يتعارض مع البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الذي دعا إلى وقف كل أشكال التعاون العسكري أو اللوجستي مع الاحتلال.
دعوة إلى التعبئة الوطنية ورفض عمال الموانئ
ودعت BDS المغرب عمّال الموانئ إلى رفض تقديم أي دعم تقني أو لوجستي أو تمويني للسفن المشتبه في نقلها أسلحة أو معدات عسكرية.
وأكدت الحركة أن «رفض خدمة هذه السفن هو التزام بالقانون الدولي وتجسيد للقيم الإنسانية للشعب المغربي»، مثمنةً الوعي الشعبي المغربي التاريخي المتضامن مع القضية الفلسطينية.
ضغوط على الرباط ومطالبة بتحقيق دولي
وطالبت الحركة الحكومة بتوضيحات دقيقة حول ظروف السماح بهذه التوقف، كما دعت الهيئات الدولية إلى فتح تحقيق مستقل في مسارات النقل البحري المشتبه في استخدامها لدعم التسليح الموجه للكيان الصهيوني.
وحثّت على اعتماد حظر عسكري في المغرب مماثل لذلك الذي أقرّته إسبانيا مؤخرًا، بعد رفضها رسو سفينة محمّلة بالأسلحة إلى الاحتلال.
صمت رسمي في الرباط
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من السلطات المغربية حول هذه القضية.
فيما تعتمد المعلومات المتاحة أساسًا على بيانات كل منظمات المجتمع المدني وهيئات مراقبة الملاحة البحرية، التي طالبت بمزيد من الشفافية بشأن استخدام الموانئ المغربية في تجارة الأسلحة الدولية.
ويرى مراقبون أفارقة أن هذه القضية تكشف تصاعد التناقض بين الخيارات الدبلوماسية المغربية ومشاعر التضامن الشعبي الإفريقي مع فلسطين، في ظلّ حساسية التعاون العسكري مع الاحتلال في المنطقة.
فريد. ب




