
بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد (20 أوت 1955 – 1956)، وتحت شعار “ذكرى الخالدين”، احتضن مركز الراحة للمجاهدين بحمام قرقور بولاية سطيف احتفالية مهيبة، كرّست معاني الوفاء والعرفان لأبطال الثورة التحريرية وأبناء الشهداء وأراملهم، في مشهد وطني جسّد عمق الارتباط بالتاريخ وسموّ رسالة التضحية والفداء.
وقد حضر المناسبة جمع من المجاهدين وأبناء الأسرة الثورية، حيث توالت لحظات التكريم التي منحت لكل واحد منهم مكانته الرفيعة في سجل الوطن، باعتبارهم شهودًا أحياء على مرحلة الكفاح، وحلقة وصل متينة بين الماضي المجيد والحاضر المستقل. كانت لحظات مؤثرة، امتزجت فيها دموع الاعتزاز بنبض الذاكرة، لتؤكد أن الجزائر تظل مدينة لأبنائها البررة الذين صنعوا الاستقلال بدمائهم وتضحياتهم.
وفي كلمته، شدّد مدير المركز، السيد سيف الدين بن واري، على أن رعاية المجاهدين وأبناء الشهداء وأراملهم ليست مجرد مسؤولية مهنية، بل هي رسالة إنسانية وواجب وطني لا يقبل التهاون. وأوضح أن مبادرة التكريم جاءت لتجديد العهد مع التاريخ، وتأكيد الوفاء لجيل حمل أرواحهم على الأكفّ ليحيا الوطن حرًّا كريمًا.
ويُشهد للسيد بن واري – صاحب المبادرة – بتواضعه الكبير وقربه الدائم من نزلاء المركز، حيث جعل من نفسه أبًا وأخًا قبل أن يكون مديرًا، يستثمر جهده ووقته في خدمتهم وتوفير كل ما يُسعدهم. وقد أضفى هذا السلوك الإنساني بعدًا عاطفيًا خاصًا على الحفل، ليغدو التكريم أكثر من مجرد بروتوكول رسمي، بل لحظة صادقة نابضة بالدفء والاحترام المتبادل.
واختُتمت المراسم بقراءة فاتحة الكتاب ترحّمًا على أرواح الشهداء الأبرار، والدعاء للمجاهدين بالصحة وطول العمر، في أجواء روحانية عبقت بالهيبة والاعتزاز. مشهد مؤثر جمع الماضي بالحاضر، وأكد أن الجزائر تظل وفيّة لبطولات رجالها ونسائها، متمسكة بذاكرتها الثورية، وعازمة على أن تبقى حرة أبية بفضل عهدها المتجدد مع تاريخها.
تحيا الجزائر حرّة كريمة، ويحيا الوطن عزيزًا بذاكرة أبنائه وتضحياتهم.
زئبق الحرية …




