
في مبادرة بيئية مواطِنة تعكس التزامها الراسخ بحماية البيئة وترسيخ ثقافة التنمية المستدامة، نظّمت شركة Ooredoo يوم السبت 14 جوان 2025، الطبعة الرابعة من حملة تنظيف غابة “مابو” ببلدية خيري واد عجول، الواقعة على بُعد 30 كلم جنوب شرق ولاية جيجل، تحت شعار: “بلادنا ديما نظيفة”، وبإشراف وزارة البيئة وجودة الحياة.
وجرت هذه العملية البيئية بالشراكة مع الجمعية الوطنية للعمل التطوعي (ANV)، وبمشاركة فعالة من السلطات المحلية، وممثلين عن مديريات البيئة والبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، إضافة إلى محافظة الغابات لولاية جيجل، وذلك في إطار سلسلة من الأنشطة التحسيسية الموجهة للمواطنين قبيل انطلاق موسم الاصطياف.
حماية التنوع البيولوجي والوقاية من حرائق الغابات
تستمد الحملة أهميتها من موقع الغابة المستهدفة قرب المحمية الطبيعية لبني بلعيد المصنفة ضمن اتفاقية “رامسار” الدولية للمناطق الرطبة، وهي منطقة ذات تنوّع بيولوجي غني وتشكّل رئة بيئية حيوية. وقد سعت المبادرة إلى الحدّ من المخاطر المتكررة لحرائق الغابات التي تنجم في الغالب عن السلوكيات غير المسؤولة، كالرمي العشوائي للقارورات البلاستيكية والزجاجية وأعقاب السجائر والورق.
مشاركة ميدانية ومسؤولية جماعية
شارك في العملية عشرات المتطوعين من عمال أوريدو وأعضاء الجمعية الوطنية للعمل التطوعي، مجهزين بقفازات وأكياس صديقة للبيئة قابلة للتحلل. وجاب المتطوعون أرجاء الغابة في أجواء يطبعها التعاون والالتزام، لجمع النفايات والمخلفات، مساهمين بذلك في حماية التراث البيئي وتعزيز الوعي المجتمعي بضرورة المحافظة على المحيط الطبيعي.
وعقب الحملة، قام المشاركون بجولة استطلاعية داخل المحمية الطبيعية لبني بلعيد، للتعرّف على خصوصياتها الإيكولوجية وتعميق فهمهم للأهمية البيئية لهذه المناطق الحساسة.
تصريحات داعمة من الشركاء
في كلمة له بالمناسبة، صرّح المدير العام لأوريدو، السيد روني طعمه، قائلاً:
“إنّ هذه المبادرة تندرج ضمن استراتيجيتنا للمسؤولية المجتمعية، وهي تأكيد على التزامنا الدائم بقيم المواطنة وحماية البيئة. نحن نؤمن بأنّ الميدان هو أفضل دليل على صدق الالتزام، وخصوصًا خلال الموسم الصيفي حيث تزداد الحاجة إلى توعية المجتمع بخطورة النفايات القابلة للاشتعال. أشكر موظفينا والمتطوعين على مشاركتهم النموذجية.”
من جهته، عبّر رئيس الجمعية الوطنية للعمل التطوعي، السيد أحمد ملحة، عن فخره بالشراكة المثمرة مع أوريدو، مؤكدًا أن:
“التوقيت الصيفي يجعل من هذه العملية ضرورة بيئية ملحة، فبخطوات بسيطة يمكننا أن نمنع كوارث بيئية ونحافظ على رئة بلدنا الطبيعية.”
استمرارية الالتزام الأخضر
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحملة تأتي امتدادًا لسلسلة مبادرات نفذتها أوريدو في السنوات الأخيرة، بالتعاون مع شركاء مؤسساتيين ومجتمع مدني نشط، منها عمليات إعادة التشجير التي أُنجزت هذا العام في ولايتي النعامة وبوسعادة، وهما من المناطق التي يعبرها السد الأخضر، المشروع الوطني الاستراتيجي لمكافحة التصحر.
ومع تزايد التحديات البيئية التي تواجه الجزائر والعالم، تؤكد أوريدو من خلال هذه المبادرات على مكانتها كمؤسسة مسؤولة، تسعى إلى ترسيخ ثقافة الاستدامة البيئية والمساهمة في بناء مستقبل أخضر وآمن للأجيال القادمة.