أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 890 ألف شخص في جنوب السودان تضرروا من الفيضانات المدمّرة التي ما تزال تجتاح البلاد، وهو رقم يفوق بأكثر من الضعف ما تم تسجيله قبل ثلاثة أسابيع فقط.
وأوضح فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أفاد باستمرار هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه النيل، ما أدى إلى فيضانات واسعة في عدد من المناطق.
وقال حق خلال مؤتمر صحفي في نيويورك: “إن الغالبية الكبرى من المتضررين يعيشون في ولايتي جونقلي والوحدة، وقد اضطر نحو ثلثهم للنزوح إلى مناطق مرتفعة.”
وتسببت الفيضانات في أضرار جسيمة طالت المساكن والمزارع والمدارس والمراكز الصحية والطرق والبنى التحتية الحيوية الأخرى، مما زاد من صعوبة العمليات الإنسانية.
ورغم الظروف القاسية، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون تقديم المساعدات العاجلة التي تشمل المأوى والغذاء والدعم التغذوي والمساعدات النقدية، إلى جانب خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي. كما يجري توزيع أكياس الرمل ومعدات أخرى في محاولة للحد من ارتفاع منسوب المياه.
ويهدف خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 في جنوب السودان إلى جمع 1.7 مليار دولار لتقديم المساعدة لـ 5.4 ملايين شخص، غير أن نسبة التمويل الحالية لا تتجاوز 30%، وهو ما يحدّ من قدرة الفرق الإنسانية على توسيع نطاق تدخلاتها والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ.
وتُعدّ هذه الفيضانات من بين الأسوأ التي شهدها جنوب السودان في السنوات الأخيرة، إذ فاقمت أوضاعًا إنسانية هشة أصلاً في بلد يواجه انعدام الأمن الغذائي والنزوح الواسع وتداعيات التغير المناخي.
فريد .ب
