آخر الأخباردوليا
أخر الأخبار

52 سنة من الصمود الصحراوي

صوت إفريقيا الذي لا ينكسر في معركة تقرير المصير

Spread the love

52 سنة من الصمود الصحراوي: البوليساريو… صوت إفريقيا الذي لا ينكسر في معركة تقرير المصير

في العاشر من ماي 2025، يُحيي الشعب الصحراوي الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو، التي وُلدت عام 1973 من رمال الصحراء ردًا على الاستعمار والنهب. وبعد أكثر من نصف قرن، لا تزال هذه الجبهة تمثّل أحد آخر حصون الكفاح من أجل تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية.

نضال راسخ في الشرعية الدولية

منذ انطلاقتها، خاضت جبهة البوليساريو معركتها على جبهتين: عسكرية ضد الاحتلال المغربي، ودبلوماسية في وجه صمت القوى الكبرى. وقد مكنها هذا الخيار الاستراتيجي من تحقيق انتصارات بارزة على الساحة القانونية الدولية، أبرزها سلسلة الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية في 2016، 2021 و2024، والتي أكدت أن الصحراء الغربية إقليمٌ منفصل ومتميز عن المغرب، وجعلت أي اتفاقات اقتصادية أو تجارية يبرمها المغرب دون موافقة الشعب الصحراوي باطلة وغير شرعية.

دبلوماسية صامدة وعمق إفريقي

ضمن الاتحاد الإفريقي، تحظى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المُعلنة في 1976، باعتراف كامل كدولة عضو. وقد جاء هذا الاعتراف ثمرة لنضال دؤوب قادته البوليساريو، ليشكّل انتصارًا بالغ الأهمية في المشهد القاري. فرغم الضغوط المغربية ومساعي التطبيع مع الاحتلال، لا تزال الجمهورية الصحراوية تحتفظ بمقعدها في أديس أبابا، كرمز حيّ لنضال لا يمكن لإفريقيا أن تغض الطرف عنه.

كما عززت جبهة البوليساريو حضورها الدولي، بتوسيع شبكة علاقاتها مع الشعوب والحكومات المتضامنة، لا سيما في أمريكا اللاتينية، والدول الإسكندنافية، وفي عمق القارة الإفريقية.

معركة إفريقية… وليست صحراوية فقط

إن جبهة البوليساريو ليست مجرد حركة تحرر وطني، بل هي أيضًا مرآة تعكس إفريقيا الرافضة للهيمنة الجديدة، للصمت المتواطئ، وللمقايضات السياسية على حساب الشعوب. وفي دفاعه عن حقه في تقرير المصير، يذكّر الشعب الصحراوي كل الأفارقة بأن الاستقلال ليس ميراثًا يُورث، بل معركة تُخاض باستمرار.

بقلم: مايا بل

ترجمة أنيسة براهنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى