
أشاد وزير الاتصال، محمد مزين، مساء الخميس بالجزائر العاصمة، بالدور الريادي للصحافة الوطنية في حفظ ذاكرة الشهداء وتثبيت الوعي التاريخي، وذلك خلال الاحتفالية المخلدة للذكرى الستين لتأسيس جريدة المجاهد، التي احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الوزير أن الصحافة الجزائرية “قدّمت تضحيات جسامًا وكانت، ولا تزال، في طليعة حراس الذاكرة الوطنية”، مضيفًا أن جريدة المجاهد تمثل “ركيزة أساسية في المشهد الإعلامي الوطني، عبر محتواها المسؤول والمستنير، الذي أسهم في تنوير الرأي العام وتعميق الوعي الجمعي”.
وأشار محمد مزين إلى أن هذه الذكرى ليست مجرد محطة احتفالية، بل لحظة تأمل في مسار إعلامي وطني نشأ في رحم الثورة، وقال: “تأسيس المجاهد بعد ثلاث سنوات فقط من الاستقلال، لم يكن مجرد مشروع صحفي، بل تجسيد لروح الاستمرارية بين الإعلام الثوري وإعلام الدولة المستقلة، في ظل إرادة شعبية لبناء إعلام حر وهادف”.
كما أبرز الوزير إسهامات الجريدة في مرافقة الدبلوماسية الجزائرية ودعم حركات التحرر في إفريقيا، معتبرًا أن هذا المسار قد شكّل “إرثًا أرشيفيًا ثريًا ومرجعًا للأجيال القادمة من الصحفيين، الذين يستلهمون اليوم من هذه التجربة العميقة مسارات التميز والالتزام”.
من جانبه، استعرض المدير العام لجريدة المجاهد، إبراهيم تخرخوت، التحديات التي تواجه الصحافة في ظل التحول الرقمي، مؤكدًا أن الجريدة دخلت عهدًا جديدًا من خلال إطلاق منصة متعددة الوسائط تعزز حضورها ضمن المشهد الإعلامي المعاصر.
وشهد الحفل حضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، والناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، سمير عقون، إلى جانب ثلة من مسؤولي المؤسسات الإعلامية الوطنية وشخصيات من المجتمع المدني.
وتضمنت الاحتفالية عرض فيلم وثائقي يوثق لمحطات ستة عقود من مسيرة المجاهد، أعقبه تكريم خاص لكوكبة من الرواد وأسماء بارزة من المديرين السابقين للجريدة.