
نداء إلى السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون:
من بوابة الطالب العربي… كرامة الجزائري تُهان والعطلة تتحوّل إلى عذاب!
سيدي الرئيس،
من قلب الجنوب الشرقي، ومن بوابة “الطالب العربي” بولاية وادي سوف، نرفع إليكم هذا النداء العاجل باسم عشرات العائلات الجزائرية التي وجدت نفسها عالقة لساعات طويلة في العراء تحت لهيب الشمس، فقط من أجل صرف أموالها المخصصة لقضاء عطلة قصيرة في تونس، عطلة تحوّلت بفعل البيروقراطية إلى مشهد يومي من الإذلال الجماعي.
أموال بُذلت بعرق الجبين… فهل أصبحت مشروطة بالإهانة؟
توافدت العائلات منذ فجر الخميس، رجال ونساء وأطفال، مرضى وكبار سن، بعد أن قيل لهم إن صرف الأموال التي دُفعت لهم سيتم فقط من خلال بوابة الطالب العربي، وفي توقيت محدد.
وصل البعض منذ الفجر، ووجدوا أنفسهم في طوابير طويلة وسط ظروف مهينة وغير إنسانية، في غياب مظلات، أو مراكز راحة، أو تنظيم فعلي.
سأل أحدهم: “هل يمكنني أن أرتاح وأعود لاحقًا؟”، فجاءه الرد الصادم: “ابقَ وانتظر… دون ضمان، دون توقيت، دون كرامة.”
“منحة العطلة” التي أردتموها بشرى خير، حوّلها بعض المنفذين إلى جحيم من البيروقراطية والتعسف، وتركوا المواطن ينهار تعبًا على قارعة الحدود.”
إلى المسؤولين التنفيذيين: اتقوا الله في هذا الشعب
إلى من بيدهم مفاتيح التنفيذ، من محافظ بنك الجزائر، ووالي ولاية وادي سوف، ومدير بنك واد سوف، نقول بصوت مواطن بسيط:
هل من المعقول أن نرى هذا الكم من العائلات ينتظر في الشمس القاتلة فقط من أجل صرف أمواله؟
أين هو الاحترام الإنساني؟ أين هو أبسط تنظيم؟ أين هي نوافذ الصرف الإضافية؟ أين هي مظاهر الدولة التي تصون كرامة المواطن؟
كرامة الجزائري ليست رفاهية، بل حق أصيل في بلده وعلى حدوده.
نطالبكم – كل من موقعه – بمراجعة هذه الآليات العقيمة فورًا، وتوفير ظروف تليق بمواطن يدفع من دمه وتعبه ليُعامل بكرامة، لا كمتسوّل ينتظر على أبواب العبور.
سيدي الرئيس،
نعلم صدق نواياكم في تحسين معيشة المواطن، ونعلم أن هذه المبادرة لتشجيع العطلة كانت خطوة طيبة نحو إسعاده، لكن – ويا للأسف – هناك في الميدان من حول هذه السعادة إلى إهانة جماعية تحت الشمس وبدون مظلة.
رسالة من أطفال ومسنين ينتظرون تحت السماء القاسية فقط من أجل 10 أيام راحة: هل هذا كثير على الجزائري وهل أصبحت راحته مشروطة بالعذاب؟
نرفع إليكم هذه الكلمات أملًا في أن تصل، قبل أن تنهار كرامة المواطن وسط صمت منفذي الأوامر، ولا مبالاة من لا يشعر بحرّ الشمس على جلد الأطفال.
الزئبق الحر…



