
مواقف تبون من السلام العالمي
لدى الأمم المتحدة
منذ تولي عبد المجيد تبون رئاسة الجزائر في ديسمبر 2019، شهدت السياسة الخارجية للجزائر تحولات مهمة، خاصة في إطار دورها في المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة. لطالما كان للجزائر تاريخ طويل في الساحة الدولية كداعم قوي للسلام، ولحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكافة القضايا التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العالم. ومع وصول تبون إلى السلطة، واصل هذا الدور .. مؤكداً على التزام الجزائر بمبادئ السياسة الخارجية التقليدية، مع تحديث رؤاها لتواكب التحديات العالمية المعاصرة.
دعم القضايا العادلة: فلسطين نموذجًا
أحد أبرز مواقف الجزائر تحت قيادة تبون كان التأكيد على دعم القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية في السياسة الخارجية الجزائرية. منذ استقلالها، كانت الجزائر دوماً في صف الفلسطينيين. وعلى الرغم من تغير التحولات الإقليمية والدولية، إلا أن الموقف الجزائري بقي ثابتاً.
في الأمم المتحدة، أكدت الجزائر في كل محفل على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، داعية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. كما أن الجزائر تبذل جهوداً في التنسيق مع الدول العربية والدول الإسلامية، وكذلك مع حركات التحرر الوطني، لإبقاء هذه القضية حية في أجندة الأمم المتحدة.
مواقف تبون من السلام العالمي
لدى الأمم المتحدة
ومع تبون، عُزز هذا الموقف من خلال التأكيد على دعم الجزائر لكافة قرارات الأمم المتحدة التي تدين الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن تعزيز العلاقات مع المنظمات الإقليمية والدولية الساعية لتحقيق هذه الأهداف.
دور الجزائر في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي
منذ بداية الألفية الجديدة، تميزت الجزائر بدور فاعل في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقتها، خاصة في ملفي ليبيا و المنطقة الساحلية، حيث لعبت الجزائر دور الوسيط في العديد من القضايا السياسية الإقليمية.
وتحت قيادة تبون، ركزت الجزائر على ضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية من خلال الحوار والمفاوضات. في السياق الليبي، كانت الجزائر من الدول التي دعمت بشكل مستمر حل النزاع الليبي دون تدخل خارجي، مشددة على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية ورفض التدخلات العسكرية الأجنبية. في الأمم المتحدة، طرحت الجزائر عدة مبادرات للحفاظ على استقرار ليبيا. داعية إلى دعم جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد.
كما أن الجزائر تواصل العمل على تعزيز الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل، وهي واحدة من أولويات الجزائر على الساحة الدولية في الوقت الراهن. يتجلى ذلك في مشاركتها الفعالة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى تقديمها مبادرات لتعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب.
مكافحة التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة
وفي سياق آخر، يتبنى الرئيس عبد المجيد تبون رؤية تهدف إلى تعزيز مكانة الجزائر في القضايا العالمية المتعلقة بالتنمية المستدامة. ففي إطار قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) عام 2022، أكدت الجزائر على ضرورة اتخاذ مواقف قوية تجاه التغير المناخي. وضرورة التضامن بين الدول النامية والدول المتقدمة في هذا المجال. الجزائر تعتبر أن الدول المتقدمة تتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية التغير المناخي، خاصةً بسبب تاريخها في انبعاثات الغازات الدفيئة.
كما أن الجزائر تشدد على أهمية تطوير السياسات المناخية المترابطة مع الأهداف التنموية العالمية، وتعمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية التي تهدد الأمن الغذائي والمائي في المنطقة.
مواقف تبون من السلام العالمي
لدى الأمم المتحدة
حقوق الإنسان: الحضور الجزائري في النقاشات الدولية
من القضايا التي توليها الجزائر أهمية في الأمم المتحدة هي حقوق الإنسان، حيث تسعى الجزائر إلى الترويج لفهم شامل للحقوق لا يقتصر على الحقوق المدنية والسياسية. بل يشمل أيضاً الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. تبون ومن خلال خطاباته في محافل الأمم المتحدة، أكد على أن حقوق الإنسان هي عنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وعلى ضرورة توفير بيئة آمنة لتطوير الإنسان في مختلف دول العالم.
وفي سياق ذلك، حافظت الجزائر على مواقفها الثابتة من بعض القضايا الحقوقية المثيرة للجدل، مثل تدابير مكافحة الإرهاب، حيث تؤكد الجزائر على أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم في إطار احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
الجزائر كداعم للتعددية وحل النزاعات بالطرق السلمية
أحد المبادئ التي طالما تبنتها الجزائر في سياستها الخارجية هو دعم التعددية في العلاقات الدولية. تعتبر الجزائر أن النظام الدولي القائم على أساس التعددية هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم. ومن هذا المنطلق .. تحرص الجزائر على تعزيز دور الأمم المتحدة كمنظمة دولية تمثل كافة الدول دون استثناء .. داعية إلى إصلاح مؤسسات الأمم المتحدة لضمان تمثيل عادل للدول النامية في مراكز اتخاذ القرار.
تبون يؤمن أن الجزائر يجب أن تكون صوتًا للمطالبة بإصلاح النظام الدولي، خاصة في ظل التحديات الجديدة مثل التغير المناخي والأزمات الصحية العالمية. الجزائر تدعو إلى احترام سيادة الدول وحقها في اتخاذ قراراتها دون ضغوط خارجية، وتؤكد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات.
من خلال مواقفها الثابتة في دعم السلام. حقوق الإنسان، والتنمية المستدامة، تواصل الجزائر تحت قيادة عبد المجيد تبون لعب دور مهم على الساحة الدولية، خاصة في الأمم المتحدة. ورغم التحديات التي تواجهها .. إلا أن الجزائر تتمسك بمبادئها الأساسية في السعي إلى عالم أكثر عدلاً وسلمًا، حيث تلعب دور الوسيط الفاعل في حل النزاعات، وتعزز من مكانتها كداعم للسلام والأمن الدولي.