تتواصل المعارك العنيفة في مدينة الفاشر، شمال دارفور، حيث أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها صدّت هجومًا واسعًا شنّته قوات الدعم السريع، في محاولة جديدة للسيطرة على المدينة التي تُعدّ موقعًا استراتيجيًا حاسمًا في الغرب السوداني، وآخر المعاقل الكبرى التي لا تزال تحت قبضة الجيش النظامي.
وجاء في بيان للفرقة السادسة مشاة: «تمكّنت قواتنا، بدعم وحدات التعزيز، من صدّ هجوم يائس شنّته الميليشيا المتمردة على مدينة الفاشر». وأضاف البيان أن الاشتباكات أسفرت عن تدمير عدد من العربات المدرعة، وسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الدعم السريع.
مدينة محاصَرة ومأساة مستمرة
منذ العاشر من مايو، تشهد الفاشر هجومًا واسع النطاق من قبل قوات الدعم السريع، التي تسعى إلى تطويق المدينة وإخضاعها بالقوة. وقد اندلعت المعارك في الأحياء الطرفية، وسط أوضاع إنسانية متدهورة، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مدني في عزلة شبه تامة عن بقية البلاد.
ومساء الأحد، سُجّلت مأساة جديدة في صفوف النازحين، بعد أن استهدفت قذائف، تُنسب للدعم السريع وفق السلطات المحلية، مأوى مدنيًا، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين، وفق ما أفاد به والي شمال دارفور، حافظ بخيت.
كارثة صحية تتفاقم في الظل
في موازاة التصعيد العسكري، يواصل وباء الكوليرا انتشاره المقلق في أرجاء الفاشر، لا سيما في مخيمات النزوح والمناطق المنكوبة، وسط غياب شبه تام لمياه الشرب النظيفة وانهيار للمنشآت الصحية. وقد أكدت عدة منظمات غير حكومية، رغم محدودية وصولها إلى المدينة، رصد حالات مؤكدة من الكوليرا، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية المستفحلة.
