
تتحول مدينة تونس العتيقة، بمناسبة الدورة العاشرة من بينالي الفن المعاصر “دريم سيتي”، إلى فضاء واسع للإبداع والحوار الفني، حيث تستثمر جمعية “لارت رو” أزقة المدينة القديمة وبيوتها وساحاتها، لتمنح الجمهور تجربة فنية غامرة تجمع بين الحداثة والأصالة.
وعلى مدار عشرين عاماً، عملت جمعية “لارت رو” على مدّ الجسور بين سكان المدينة والفنانين، محوّلة المدينة التاريخية إلى مختبر نابض بالحياة والإلهام. وقد أصبحت “دريم سيتي” اليوم مرجعاً فنياً في إفريقيا والعالم العربي، ومنصة رائدة للتعبير النسوي، تبرز من خلالها طاقات الفنانات وإبداعاتهن.
ومن أبرز أعمال هذه الدورة، عمل بعنوان “العروسة” للمؤسسين صفوان وسلمى عويسي، تكريمًا للخزّافات التونسيات ولحرفتهنّ العريقة في صناعة دمى الطين المدرجة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية من قبل اليونسكو. وقال صفوان عويسي، مصمم الرقص والمدير الفني المشارك للمهرجان: “من جوهر فلسفة دريم سيتي أن تمنح المرأة فضاءها الإبداعي، فهي قلب المجتمع التونسي وروحه.”
كما تقدم الفنانة سنية كليل عملًا بعنوان “نقطة الارتكاز”، وهو نسيج نحتي ضخم أنجز بالتعاون مع حرفيي الصحراء في مرزيق، يجسد العلاقة بين الجذور والترحال، بين الطبيعة والإنسان، وبين الذاكرة والحركة.
ومن اللحظات اللافتة أيضًا عرض “أصوات”، وهو عرض راقص منفرد للفنانة سيرين دوس، تستكشف من خلاله تعددية التجربة النسائية عبر الأصوات والطقوس والذاكرات. وقالت: “أردت أن أستكشف الأصوات التي تسكننا كنساء — الأصوات الموروثة، والأصوات الداخلية، وأصوات الحركة والعبور.”
وإلى غاية 19 أكتوبر، تدعو دريم سيتي التونسيين وزوار البلاد إلى إعادة اكتشاف المدينة العتيقة بعين فنية جديدة، عبر أعمال تمزج بين الالتزام والجمال والشعر، في حوار مفتوح بين الفن والمدينة والحياة.
فريد .ب




