
ليبيا تبحث عن الخلاص
أطلق رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مبادرة سياسية جديدة وصفها بالمصيرية، تهدف إلى كسر الجمود المؤسساتي الذي يثقل البلاد منذ سنوات. المبادرة التي ستُكشف تفاصيلها الكاملة خلال الأيام المقبلة، تقوم على ثلاثة محاور مركزية، أبرزها إعادة هيكلة الحكومة وفق معيار الكفاءة، بعيداً عن المحاصصة السياسية والتجاذبات الأجنبية.
وقال الدبيبة، خلال اجتماع لمجلس وزرائه في العاصمة طرابلس، إن “المحور الأول من المبادرة يتمثل في إعادة تشكيل الحكومة على أساس الكفاءة وحدها، دون أي اعتبارات حزبية أو تأثيرات خارجية”، مؤكداً أن هذا التوجه يسعى إلى إرساء حكامة فعالة، محررة من الصراعات الفئوية والمصالح الدولية.
ويقوم المحور الثاني على إنشاء منصة وطنية رقمية للتواصل، تتيح للمواطنين الليبيين التفاعل المباشر مع السلطات، في مسعى إلى تكريس الشفافية واستعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، بعد أن نال الاستقطاب السياسي من هيبة الأخيرة ومصداقيتها.
أما المحور الثالث، فيتعلق بإرساء آلية أمنية واضحة لضمان تنظيم انتخابات حرة وآمنة وذات مصداقية. وشدد الدبيبة على أهمية هذا المسار في منع أي ذريعة لتشكيل حكومة موازية، في إشارة غير مباشرة إلى السلطة المنافسة في شرق البلاد.
وتأتي هذه المبادرة في ظل مساعٍ أممية متواصلة لتوحيد المؤسسات الليبية، ودفع البلاد نحو حل انتخابي شامل، رغم استمرار التعقيدات السياسية والتحديات الأمنية.
وفي معرض كلمته، تطرق الدبيبة أيضاً إلى الاشتباكات المسلحة الأخيرة التي شهدتها طرابلس، موضحاً أن “القوات الحكومية نفذت عملية أمنية دقيقة ومنضبطة ضد مجموعة خارجة عن القانون، وبخسائر محدودة”.
وتأتي هذه التحركات في لحظة فارقة، وسط تصاعد الاحتقان الاجتماعي ومطالب شعبية متنامية بوضع حد لأكثر من عقد من الفوضى وعدم الاستقرار.
ويبقى نجاح هذه الخريطة السياسية مرهوناً بتجاوب الأطراف الليبية، وبدعم المجتمع الدولي، وقدرة الحكومة في طرابلس على تحويل النوايا إلى أفعال ملموسة.




