
ممثل الصحراء الغربية يندّد بالانتهاكات المغربية ويدعو إلى ضغط دولي حازم
شكّلت الدورة الصيفية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، والمنعقدة خلال شهري يونيو ويوليو، فرصة بارزة للوفد الصحراوي لإيصال صوت الشعب الصحراوي والتنديد بالانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، مع دعوة صريحة للمجتمع الدولي إلى كسر حالة الصمت المطبق، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (SPS).
وفي هذا السياق، وصف السفير أُبي بوشرايا البشير، ممثل جبهة البوليساريو لدى سويسرا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، هذه الدورة بـ”الفرصة الجوهرية للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي وكشف الواقع المرير لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية”. وأكّد أنّ الديناميكية التي أحدثتها مداولات المجلس “ينبغي أن تنعكس على الأرض، من خلال الضغط الجاد على دولة الاحتلال المغربية للإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين، وفتح المجال أمام المنظمات الحقوقية والصحافة الدولية لدخول المنطقة”.
وفي كلمته، ندّد الدبلوماسي الصحراوي بسياسة القمع والحصار المنهجية التي ينتهجها الاحتلال المغربي، مجدّدًا دعوته إلى المجتمع الدولي، ومطالبًا الأمم المتحدة بوضع حد لما وصفه بـ”سياسة الاستثناء التي تُمارس في الصحراء الغربية”، والعمل على “فرض احترام الشرعية الدولية ومتابعة وضعية حقوق الإنسان ميدانيًا”.
الوفد الصحراوي لم يكتفِ بالمداخلات الرسمية، بل كثّف من أنشطته التوعوية من خلال تنظيم سلسلة من الندوات والفعاليات الثقافية والقانونية التي تسلط الضوء على نضال الشعب الصحراوي، وفق ما أكده السفير البشير. كما أشاد بمشاركة عدد من الدبلوماسيين من دول ذات وزن دولي، والذين جددوا دعمهم العلني لحق الشعب الصحراوي في الحرية وتقرير المصير.
وتميّزت المشاركة الصحراوية كذلك بإبراز دور المرأة الصحراوية المقاومة، عبر ندوة خاصة بعنوان “نساء في وجه القمع”، شهدت شهادات حية عن الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء تحت سلطة الاحتلال، في صورة معبّرة عن معاناة مركّبة يتقاطع فيها القمع السياسي بالعنف القائم على النوع.
أما الجانب الثقافي، فحمل بدوره بُعدًا رمزيًا مؤثرًا من خلال عرض الفيلم الوثائقي “أربعة أيام في الصحراء الغربية”، ونصب خيمة تقليدية في إطار مشروع “خيمتنا”، الذي يهدف إلى التعريف بالعادات والتقاليد الصحراوية بوصفها مكوّنًا أصيلاً من الموروث الثقافي الإفريقي والإرث الإنساني العالمي.




