
فندق مهجور
أمام متوسطة 11 ديسمبر في بوحنيفية
مشكلة متفاقمة تؤرق سكان المنطقة
تعد ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس وتفاقم آفة المخدرات والكحول .. من أبرز القضايا الاجتماعية التي تؤرق المجتمع الجزائري. وتزيد هذه المشكلة من تعقيد الوضع في بعض المناطق.. مثل مدينة بوحنيفية بولاية معسكر. ففي قلب هذه المدينة… يقع فندق مهجور أمام متوسطة 11 ديسمبر.. الذي أصبح مع مرور الوقت مركزًا للنشاطات السلبية التي تهدد الشباب وتؤثر سلبًا على حياة السكان.
من فندق مهجور إلى مركز للانحراف
أدى إغلاق هذا الفندق منذ سنوات إلى تحويله إلى مكان مهمل ومهجور، لا سيما أن الموقع يتوسط المنطقة بالقرب من مؤسسة تربوية هامة. ورغم موقعه الاستراتيجي، إلا أن هذا الفندق المهجور تحول إلى ملاذ للعديد من الشباب والمراهقين، حيث أصبح مكانًا للهرب من المسؤوليات الدراسية والعائلية.
الأسوأ من ذلك هو أن هذا المكان أصبح نقطة تجمع لعدد من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات والكحول بشكل علني. مما يهدد أمن وصحة المجتمع المحلي. ويرى العديد من أولياء الأمور أن هذه الظاهرة تعدّ من أسباب تسرب التلاميذ من المدرسة.. حيث يتردد بعضهم على الفندق المهجور ويقضي ساعات طويلة في غياب أي رقابة.
أثر ذلك على المجتمع المحلي
يشير العديد من سكان المنطقة إلى أن الوضع أصبح لا يُطاق. فالفندق المهجور يشهد تزايدًا في النشاطات غير القانونية، بما في ذلك بيع وتوزيع المخدرات. ويؤكد بعضهم أن الشباب الذين كانوا يقصدون الفندق في البداية للترفيه، باتوا يتورطون في أنشطة إجرامية، مما يفاقم من خطر الآفات الاجتماعية في المنطقة.
وفي حديث مع بعض أولياء الأمور، أعربوا عن قلقهم من تأثير هذه الظاهرة على أبنائهم، مشيرين إلى أن انتشار المخدرات في المنطقة يزيد من فرص انحراف التلاميذ، وهو ما يتسبب في تراجع التحصيل العلمي، بل في فقدان الأمل لدى العديد من الشباب الذين يرون في المخدرات مخرجًا سريعًا من مشاكلهم.
الجهود المحلية لمواجهة المشكلة
على الرغم من تعدد النداءات التي أطلقها السكان من أجل التدخل الفوري لإغلاق الفندق المهجور وإعادة تأهيله، لم تتخذ السلطات المحلية خطوات فعالة لحل المشكلة. وعبر بعض المواطنين عن رغبتهم في تحويل الفندق إلى مركز اجتماعي أو رياضي، حيث يمكن للشباب قضاء وقتهم في بيئة آمنة وصحية، بدلًا من التجمع في أماكن مهجورة تعرضهم لمخاطر عديدة.
إن الحلول التي تضعها الجهات المعنية يجب أن تتجاوز مجرد إغلاق الفندق. بل ينبغي أن تشمل تعزيز التوعية بمخاطر المخدرات، تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للشباب.. وإيجاد بدائل ترفيهية لهم تشغل أوقاتهم بطريقة إيجابية.. كما أنه من الضروري تفعيل دور المؤسسات التعليمية في محاربة التسرب المدرسي… عبر برامج مساعدة نفسية واجتماعية للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل عائلية أو اجتماعية.
إن فندق بوحنيفية المهجور ليس مجرد مبنى مهدم.. بل هو رمز لمشكلة أكبر تمس العديد من المناطق الجزائرية التي تعاني من غياب الرقابة وتدني الظروف الاجتماعية. إذا لم تتدخل الجهات المعنية بسرعة لمعالجة هذه الظاهرة، فقد يستمر الوضع في التدهور، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويزيد من انتشار الانحرافات في المجتمع.