آخر الأخبارالرئيسيةدولياوطنيا
أخر الأخبار

غاندي… كفاح يلهم الإنسانية

من دلهي إلى الجزائر، تلاقت مسيرة النضال لتجعل الحرية والكرامة إرثًا مشتركًا للشعوب.

Spread the love

في الثاني من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بميلاد المهاتما غاندي، الرجل الذي صنع من السلم سلاحًا ومن اللاعنف فلسفةً ومن الكرامة الإنسانية منهجًا لتحرير الشعوب. وها هو المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر، بالتعاون مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، يخلّد هذه المناسبة العزيزة من خلال تنظيم تظاهرة ثقافية تحت شعار: “الجزائر والهند.. تاريخ كفاح ومستقبل بناء”، تكريسًا لمعاني المقاومة وكرامة الإنسان.

وقد جرى هذا الحدث المميز بحضور سفراء عدة دول، وسفيرة الهند بالجزائر التي قدمت التحية للحضور، إلى جانب مجاهدين وممثلين عن الدوائر الحكومية وثلة من المجتمع المدني، في مشهد عكس عمق البعد الإنساني المشترك بين الجزائر والهند، وأبرز القيم التي جمعت مسيرة التحرر لدى الشعبين.

إن صورة غاندي إلى جانب الأمير عبد القادر في هذا المعرض الرمزي ليست مجرد صدفة، بل هي شهادة على أن مسيرة التحرر لم تكن حكرًا على أمة دون أخرى، بل كانت جسورًا تمتد من دلهي إلى الجزائر، ومن ساحات العصيان المدني إلى معاقل الثورة المسلحة، لتؤكد أن الحرية حق مقدّس لكل الشعوب.

لقد علّم غاندي العالم أن قوة الكلمة أقوى من رصاص المستعمر، وأن الإرادة الجماعية تصنع المستحيل. وبالمثل، سطّر المجاهدون الجزائريون بدمائهم ملحمة كبرى حررت الأرض وصانت العرض، فالتقت تجربة اللاعنف الغاندية مع تجربة الكفاح الجزائري في معنى أسمى هو: صون الكرامة الإنسانية.

اليوم، وبينما يلتقي علم الجزائر بعلم الهند في هذه التظاهرة، نتذكر أن النضال من أجل العدالة لم ينتهِ بعد، وأن القيم التي ضحّى من أجلها غاندي والأمير عبد القادر لا تزال نبراسًا في عالم يموج بالظلم والحروب.

فلنجعل من ذكرى ميلاد غاندي مناسبة للتأمل في معاني السلام، وللتجديد في التمسك بالمبادئ التي تجمع الشعوب الحرة: الحرية، الكرامة، والعدالة.

أنيسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى