زيارة تاريخية تقوي العلاقات
بين جنوب إفريقيا والجزائر
في خطوة لتعزيز التعاون الثنائي وتعميق الروابط الاقتصادية والسياسية، قام رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، بزيارة رسمية إلى الجزائر يوم الأربعاء، الفارط ، حيث تندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في مختلف المجالات.
تعد الجزائر وجنوب إفريقيا من الدول البارزة في القارة الإفريقية، وتربطهما علاقات طويلة الأمد ومتميزة، خاصة في مجالات الدعم المتبادل على الصعيد السياسي والإقليمي. تاريخياً، كانت الجزائر داعماً أساسياً لنضال جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، مما جعل العلاقات بين البلدين قوية ومتينة منذ استقلال جنوب إفريقيا في عام 1994. وقد استمر هذا الدعم حتى بعد نهاية الفصل العنصري، حيث كانت الجزائر إحدى الدول التي وقفت بجانب جنوب إفريقيا خلال بناء مؤسساتها الديمقراطية.
ومن بين أهداف هذه الزيارة؛
تعزيز التعاون الاقتصادي: تأتي الزيارة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وجنوب إفريقيا، حيث تم الاتفاق على تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة. من المتوقع أن يتناول الجانبان مجالات متعددة مثل الطاقة والتعدين والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة في مجالات التكنولوجيا والابتكار. جنوب إفريقيا، بوصفها واحدة من أكبر اقتصادات القارة الإفريقية، تسعى إلى تعزيز حضورها الاقتصادي في الجزائر، التي تعد بوابة رئيسية للأسواق في شمال إفريقيا.
زيارة تاريخية تقوي العلاقات
2. التعاون في الطاقة: بحث الجانبان تعزيز التعاون في مجال الطاقة، خاصةً فيما يتعلق بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة. الجزائر التي تمتلك احتياطات غاز ونفط ضخمة، تسعى إلى تعزيز شراكتها مع جنوب إفريقيا في مجال الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. من جهتها، تسعى جنوب إفريقيا إلى الاستفادة من الخبرات الجزائرية في هذا المجال لتطوير مشروعاتها الخاصة.
3. الشراكة السياسية والدبلوماسية: تسعى الجزائر وجنوب إفريقيا إلى تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي، خاصة في القضايا الإقليمية والدولية. من بين القضايا التي ناقشها الجانبان، الأمن الإقليمي، مكافحة الإرهاب، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود. كما تم التطرق إلى الوضع في منطقة الساحل وأزمة ليبيا، حيث أكد الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق بين الدول الإفريقية لحل النزاعات وتحقيق الاستقرار في القارة.
4. التعاون الثقافي والتعليم: اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم، بما في ذلك تبادل الطلاب والمشاريع الثقافية المشتركة. هذا التعاون يشمل أيضاً تعزيز المعرفة باللغة العربية في جنوب إفريقيا والتعليم العالي في الجزائر، مما يعزز الفهم المشترك بين شعبي البلدين.
كان في استقبال الرئيس رامافوزا، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في القصر الرئاسي، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي. تبادل الرئيسان التحية وناقشا العلاقات الثنائية، واتفقا على تعزيزها في مختلف المجالات. في مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات، شدد الرئيس تبون على الدور المهم الذي تلعبه جنوب إفريقيا في القارة الإفريقية ودورها كقوة اقتصادية وسياسية، بينما أعرب الرئيس رامافوزا عن تطلعه لتعميق التعاون بين البلدين.
من المتوقع أن تسفر هذه الزيارة عن نتائج إيجابية على صعيد التعاون الثنائي، مع توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تغطي مجالات اقتصادية وثقافية وسياسية متعددة. كما من المرجح أن تكون الزيارة نقطة تحول في توسيع التعاون بين البلدين، وتقديم نموذج للتعاون الإفريقي الإفريقي في مواجهة التحديات المشتركة.
زيارة الرئيس رامافوزا إلى الجزائر تمثل خطوة هامة في تعزيز الروابط التاريخية بين البلدين، مما يسهم في تعزيز الاستقرار والتعاون في القارة الإفريقية بشكل عام.
سالي سيم