آخر الأخبارالرئيسيةوطنيا

روح نوفمبر تتجدد

تبون يؤكد الوفاء للشهداء

Spread the love

رئيس الجمهورية يؤكد في رسالة نوفمبر: “الوفاء لتضحيات الشهداء هو البوصلة التي توجه مسار الدولة الوطنية الصاعدة”

الجزائر – في مناسبة خالدة من تاريخ الأمة الجزائرية، وجّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الواحدة والسبعين (71) لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة (01 نوفمبر 1954 – 2025)، مؤكدًا فيها على عمق المعاني الوطنية التي تحملها هذه الذكرى العظيمة، واستمرار روح نوفمبر في بناء الجزائر الجديدة القائمة على الثوابت الوطنية والسيادة الشعبية.

الرئيس تبون استحضر في كلمته البطولية تضحيات الأجيال التي فجرت ثورة التحرير المباركة ضد الاستعمار الغاشم، مشيدًا بصمود الشعب الجزائري الذي قدّم ملايين الشهداء في سبيل استرجاع الحرية والكرامة الوطنية، مشيرًا إلى أن هذه الملحمة الخالدة كانت تتويجًا لتراكم نضالي طويل من المقاومات الشعبية التي رفضت الذل والخضوع.

وفي رسالته التاريخية، شدّد رئيس الجمهورية على أن الوفاء لتضحيات الشهداء يجب أن يبقى مصدرًا لقوة العزيمة ومنبعًا للوعي الجماعي المتجذر في تاريخ الأمة، داعيًا إلى جعل روح نوفمبر بوصلة توجه البلاد في هذه المرحلة الدقيقة نحو تثبيت ركائز الدولة الوطنية الصاعدة، وبناء اقتصاد متحرر ومدرّ للثروة يعتمد على القدرات الذاتية.

كما وجّه السيد الرئيس تحية تقدير لبنات وأبناء الجزائر الذين يسيرون على خطى الشهداء الأبرار، حاملين رسالة البناء والتشييد بكل صدق وإخلاص، مجددًا العهد على خدمة الوطن وصون مكتسباته في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

وفيما يلي النص الكامل لرسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى (71) لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة:

نص الرسالة كاملاً:

“بسم الله الرحمن الرحيم

وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ المُرْسَلِينَ

أيَّتُهَا المُوَاطِنَاتُ .. أيُّهَا المُوَاطِنُونَ،

نُخَلِّدُ معًا في الفَاتِحِ مِنْ نُوفمبرَ ذِكْرَى اليَوْمِ الَّذي فَجَّرَ فِيهِ الشَّعْبُ الجَزائريُّ ثَوْرَةَ التَّحرِيرِ الخالدة والمُبَارَكَةِ .. وَهُوَ يَوْمٌ تاريخيٌّ وفاصلٌ، بَعْدَ مُقَاوَمَاتٍ شَعْبِيَّةٍ وَنِضَالاتٍ وَطَنِيَّةٍ على مَدَارِ عُقُودٍ طَويلَةٍ قَاسِيَةٍ وَدَمويةٍ، عَانَى فِيها الشَّعْبُ الوَيْلاتِ وهو يُوَاجِهُ اسْتِعْمَارًا اسْتِيطانِيًّا، وَيَتَصَدَّى لأطْمَاعِهِ وَعُدْوَانِهِ الآثِمِ، رَافِضًا بِمَا أُتِيحَ لَهُ مِنْ أشْكَالِ المُقَاوَمَةِ، اغْتِصَابَ أرْضِهِ، وَتَدْنِيسَ تَاريخِهِ وَتَشْوِيهَ هُوِيَّتِهِ.

لَقَدْ عَبَّرَتِ المُقَاوَمَةُ في مَرَاحِلِها المُتَعَاقِبَةِ، عَنِ تَمَسُّكِ الشَّعْبُ الجزائريُّ بِالأرْضِ وَالتَّارِيخِ وَالهُوِيَّةِ الجَزائِريةِ المُتَجَذِّرَة طِيلَةَ الحِقْبَةِ الاستِعمَارِيَّةِ المَشْؤُومَةِ، وَكَانَتْ تَراكُمًا بُطُولِيًّا أفْضَى إلى الكِفَاحِ المُسَلَّحِ .. وَحَرْبٍ تَحَرُّرِيَّةٍ شَامِلَةٍ بِمَلايِينِ الشُّهَدَاءِ وَالأرَامِلِ وَالأيْتَامِ وَالمَعْطُوبِينَ، وأكَّدَ رُوحَ المُقَاوَمَة في الطَّبْعِ الجزائريِّ، وَغَرَسَ الشُّعُور بِالغَيْرَةِ عَلى السِّيَادَةِ الوَطنِيَّةِ في وِجْدَانِ الأُمَّةِ.

وَإنَّنَا في هَذِهِ الذِّكْرَى الحادية وَالسَّبْعِينَ لانْدِلاعِ ثَوْرَةِ التَّحْريرِ المَجِيدَةِ .. وَإذْ نَحْتَفِي – بِاعْتِزَازٍ – بِأمْجَادِ أجْيَالٍ خَاضَتْ مَعَارِكَ لمْ تَهْدَأْ في كُلِّ رُبُوعِ الجَزائرِ .. إنَّمَا لِنَجْعَلَ مِنَ الوَفَاءِ لِتَضْحِيَاتِهِم مَصْدَرًا لِقُوَّةِ العَزِيمَةِ، وَمَنْبَعًا أصِيلًا يَتَغَذَّى مِنْهُ وَعْيٌّ جَمَاعِيٌّ مَوْصُولٌ بِتَارِيخِنَا المَجِيدِ .. وَهُوَ البوصَلَةُ الَّتي تُوَجِّهُ الجزائر – في هَذِهِ المَرْحَلَةِ الدَّقِيقَةِ – نحْوَ تَثْبِيتِ رَكائِزِ الدَّوْلَةِ الوَطَنِيَّةِ الصَّاعِدَةِ .. وَنَحْوَ إذْكَاءِ الرُّوحِ الوَطَنِيَّةِ الجَامِعَةِ لِعَزَائِمِ الوَطَنِيّينَ المُخْلِصِينَ، وَلِلطَّاقَاتِ الفَاعِلَةِ الحَيَّةِ وَخاصَّةً الشَّبَاب، لِضَمَانِ حَصَانَةِ البِلادِ إزَاءَ الأوْضَاع المُضْطَرِبَةِ في فَضَائِنَا الإقليميِّ، وَمَا يَعْرِفُهُ العَالَمُ اليَوْم مِنْ صِرَاعَاتٍ حَادَةٍ، وَمِنْ تَصَدُّعَاتٍ في العَلاقاتِ الدَّوْلِيَّةِ، وَذَلِكَ بالاعْتِمَادِ على قُدُرَاتِنَا الذَّاتِيَّةِ، بِأدَاءٍ اقتصاديٍّ مُتَحَرِّرٍ وَمُدِرٍّ للثَّرْوَةِ، وَعَلى وَعيِّ وَوَطَنِيَّةِ بَنَاتِ وَأبْنَاءِ الجزائر الَّذِينَ يَقِفُونَ في هَذِهِ المُنَاسَبَةِ أُبَاةً بُنَاةً لِلْحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ، عَلى خُطى شُهَدَائِنَا الأبْرَارِ، الَّذِينَ نَتَرَحَّمُ على أرْوَاحِهِم الزَّكِيَّةِ، تَحْدُونَا إرَادَةُ الصَّادِقِينَ، العَامِلِينَ عَلَى رِفْعَةِ الوَطنِ وَخِدْمَةِ الشَّعْبِ.

“تَحيَا الجَزائِر”

المَجْد والخُلودُ لِشُهدائِنَا الأبرَار

وَالسّلامُ عَليكُم ورَحمَةُ اللهِ تَعالى وَبركاتُه.”

تقرير عوفي نبيلة مراسلة دزاير نيوز

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى