
رحيل “كافون”: صوت الشارع التونسي يصمت إلى الأبد
تونس – خاص
خيم الحزن على الأوساط الفنية والشعبية في تونس والعالم العربي مساء اليوم، بعد الإعلان عن وفاة مغني الراب التونسي المعروف بـ”كافون”، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى، وصوتًا صادقًا عبّر عن معاناة الشارع وهموم الشباب.
من الملاعب إلى المنصات: رحلة فنان استثنائي
اسمه الحقيقي كريم الغربي، وُلد في قلب العاصمة تونس، وتربى على حب الرياضة والموسيقى. بدأ مشواره كلاعب كرة قدم محترف، قبل أن تغير الإصابة مجرى حياته، ويعيد تشكيل حلمه في قالب فني. دخل عالم الراب بشغف، وسرعان ما خطف الأنظار بكلماته الجريئة وصوته القوي، واختار لنفسه اسم “كافون” – صوتٌ متمرد، ومرآة لواقع اجتماعي مزمن.
“يا عايش بالبارا”: الصرخة التي دوّت في كل حي
منذ ظهوره ضمن الثنائي بلطي وكافون، ثم كمغنٍ منفرد، قدّم كافون أعمالًا خالدة مثل “يا عايش بالبارا”، “نسيتك”, و*”مش لازم”*، ونجح في أن يكون لسانًا ناطقًا باسم آلاف الشباب المهمشين، اللاجئين، والحالمين بحياة أفضل. كانت موسيقاه صادقة، بلا زيف، تخاطب القلوب قبل الآذان.
معاناة جسدية، وإصرار لا يُقهر
تعرض كافون عام 2017 لبتر ساقه بسبب مضاعفات مرض السكري، لكنه لم يستسلم. عاد إلى الساحة بإرادة فولاذية، متحديًا النظرة المجتمعية والعقبات الجسدية، ليغني من جديد، ويؤكد أن الفنان الحقيقي لا يُهزم بسهولة.
وداعًا كافون… ستظل أغانيك تنبض بالحياة
برحيله، تفقد تونس أحد أبرز الأصوات الفنية الحرة، وأحد رموز جيل آمن بأن الفن أداة مقاومة وتغيير. نعاه جمهوره بالدموع، وتفاعل الفنانون والسياسيون مع خبر وفاته بحزن عميق. لكن كافون لم يمت، بل غادر جسده فقط؛ أما صوته، فكفيل بأن يبقى خالدًا في الذاكرة الجماعية لكل من عاش هموم الوطن، وصرخ بها عبر الموسيقى.
إنا لله وإنا إليه راجعون.