
دورة تدريبية في التخصص النفسي
في اليوم الأول للدورة التدريبية التي أقيمت بمقر عين بنيان على مدار ثلاثة أيام، قدم الدكتور محمد يزيد لارينونة، أستاذ علم النفس العيادي والمحلل النفسي البارز، عرضًا شاملاً حول التخصص النفسي. تناولت مداخلته عدة محاور أساسية تمثل خلاصة خبرته العلمية والعملية، موجهة لطلبة علم النفس العيادي بمستويي الليسانس والماستر، بالإضافة إلى الأطباء النفسانيين والمهتمين بمجال الصحة النفسية.
مفهوم التخصص النفسي
افتتح الدكتور محمد يزيد عرضه بتوضيح مفهوم التخصص النفسي الذي يُعتبر ركيزة أساسية لفهم سلوك الإنسان، تفسيره، والعمل على تحسين جودة حياته النفسية. وأكد أن هذا التخصص يتطلب الجمع بين المعرفة النظرية الدقيقة والمهارات العملية المتقدمة، بالإضافة إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة.
استقبال المريض وطرق علاجه
أولى الدكتور اهتمامًا كبيرًا لمرحلة استقبال المريض، معتبرًا أنها من أكثر الخطوات حساسية وأهمية. وأوضح أن الاستقبال يجب أن يتم في جو من الثقة والاحترام، مع الاهتمام بعناصر أساسية تشمل:
التواصل الفعال: الاستماع الجيد للمريض وتفهم احتياجاته النفسية.
بناء علاقة علاجية: تحقيق التوازن بين التعاطف والاحترافية.
التشخيص الأولي: جمع المعلومات الكافية لتحديد طبيعة المشكلة النفسية.
فيما يتعلق بطرق العلاج، قدم الدكتور نظرة عامة على أهم التقنيات المستخدمة، مثل:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة.
التحليل النفسي: لاستكشاف اللاوعي وفهم الأسباب العميقة للمشكلات النفسية.
العلاج النفسي الديناميكي: لتمكين المريض من التعامل مع صراعاته الداخلية.
أهم النظريات في الميدان وأشهر المنظرين
عرض الدكتور محمد يزيد أهم النظريات التي شكّلت أساس علم النفس الحديث، ومن أبرزها:
نظرية التحليل النفسي لفرويد: التي ركزت على دور اللاوعي والصراعات النفسية في تشكيل السلوك.
النظرية السلوكية لبافلوف وسكينر: التي تناولت دور التعلم والتعزيز في تشكيل السلوك.
النظرية الإنسانية لماسلو وروجرز: التي أبرزت أهمية تحقيق الذات والنمو الإيجابي.
وأشار إلى أن فهم هذه النظريات والاستفادة منها يمثل حجر الزاوية في ممارسة التخصص النفسي بنجاح.
أخلاقيات المهنة والقانون المهني
في محور آخر، عرج الدكتور محمد يزيد على أخلاقيات مهنة المحلل النفسي والقوانين التي تنظم عمله. شدد على ضرورة:
احترام سرية المعلومات التي يشاركها المريض.
تجنب إصدار الأحكام المسبقة أو التحيزات الشخصية.
الالتزام بالمعايير الأخلاقية في التعامل مع المريض وأسرته.
كما أشار إلى أن القوانين المهنية تُعتبر بمثابة دليل إرشادي يضمن حقوق كل من المريض والمحلل النفسي، ويعزز الثقة في العلاقة العلاجية.
أهمية المكان في العلاج النفسي
تطرق الدكتور إلى دور المكان في العملية العلاجية، موضحًا أن تصميم غرفة العلاج النفسي يجب أن يحقق الراحة والاستقرار النفسي للمريض، مع توفير بيئة تساعد على الانفتاح والتعبير بحرية.
كما أكد على أن المكان يؤثر أيضًا على المحلل النفسي، حيث يساعده على التركيز وتقديم أفضل ما لديه من خبرات ومهارات.
ختام اليوم الأول
جاء اليوم الأول من الدورة التدريبية ليعكس رؤية شاملة وعميقة حول التخصص النفسي، وسط تفاعل كبير من الطلبة والأساتذة الحاضرين. أثنى الحضور على المحتوى المقدم وعلى الأداء المتميز للدكتور محمد يزيد لارينونة، الذي أثبت مرة أخرى مكانته كواحد من أبرز الخبراء في الميدان.
تستمر الدورة في يوميها الثاني والثالث لتغطي مواضيع أخرى متعلقة بالممارسات العيادية، تقنيات العلاج النفسي المتقدمة، ودراسات الحالات الواقعية.
سالي سيم